10 سبتمبر 2025

تسجيل

تحرير فلسطين نصر للحرية والحضارة.. ولكن أين الأحرار؟!!

31 ديسمبر 2023

العالم يشهد معركة طاحنة بين الباطل بكل غطرسته واستكباره وغروره وصولته، والحق الذي يحمل رايته المؤمنون الذي يقاتلون من أجل الحرية وتحرير فلسطين، وأصبح على كل حر أن يعلن موقفه بوضوح، فلا مجال للتدليس، وادعاء الحياد الذي يعني الجبن والخور والوهن.في صف الباطل تقف أمريكا ؛ فتساند العدوان الاسرائيلي بكل قوتها، وتوفر له أسلحة الدمار التي يستخدمها في إبادة شعب فلسطين الذي قرر أن يتحدى غرور القوة بالصمود على أرضه بالرغم من نزيف الدم، والحصار والمجاعة. وحتى الآن قدم شعب فلسطين ثمنا غاليا للحرية، ففي اليوم الثالث والثمانين بلغ عدد الشهداء 22 ألفا، وعدد المصابين 56 ألفا،وعدد المفقودين تحت ركام المنازل المدمرة 9 آلاف؛ 74 % منهم من النساء والأطفال.. وتقدر المتفجرات التي ألقاها جيش الاحتلال الاسرائيلي علي غزة ب 80 ألف طن. وتلك جريمة ضد الانسانية والحضارة والقيم والأخلاق والقوانين، وقنوات التليفزيون تنقل المشهد الذي يتابعه العالم، ولذلك لم يعد من حق الغرب أن يلقي علينا دروسه حول الحضارة والمدنية والانسانية، فالصمت على هذه الجريمة يعني المشاركة فيها.. وتأييد الاحتلال الاسرائيلي يعني بوضوح العداء للحضارة والانسانية. أما عار الطغاة الذين يقهرون شعوبهم لمنعها من التعبير عن رفضها لهذا العدوان، فإنه لا يقل عما يتحمله جيش الاحتلال الاسرائيلي ؛ فهم يقفون بوضوح في صف الباطل، ويشاركون في حصار أهل غزة وتجويعهم.والتاريخ سيسجل على هؤلاء الطغاة خوفهم من أمريكا، وجبنهم، وضعفهم ووهنهم، وهم يعرفون جيدا أن شعوبهم تكرههم، وأنها تنتظر الفرصة لتثور عليهم فتنتزع حريتها، وحقها في الكفاح ضد الاستبداد والتبعية. المشهد أيضا كشف الكثير من المنافقين في عالمنا، الذين يدافعون عن واقع كريه، وعن طغيان مغرور بقوته، ويتقربون لأمريكا بالهجوم على الإسلام الذي يرفع المؤمنون في غزة رايته، ويدافعون تحتها عن حق الانسانية في الحرية. هؤلاء المنافقون ينسون دروس التاريخ، الذي توضح أن الشعوب تنتصر عندما تتمسك بالحق، وترفع رايته، وتدافع عن حريتها، وتصمم على أن تفرض ارادتها، وفي ضوء تلك الدروس يمكن أن نتوقع أن تهرب أمريكا قريبا من المنطقة، وستلقي بهم بعيدا عندما يتعلقون بأجنحة طائراتها كما حدث في افغانستان. يومئذ سيواجهون احتقار شعوبهم، وسيلاحقهم عار مواقفهم المخزية، ولن يرحمهم الأحرار الذين تتضح الآن الصورة أمام بصيرتهم، ويدركون أن الإسلام ليس ارهابا، ولكنه يقود كفاح الشعوب لانتزاع حريتها، ولتحرير فلسطين. غزة توضح بصمودها أن الشعوب تستطيع أن تدفع ثمن الحرية، من دمائها، لكن هذا الثمن يشكل مجدا وفخرا ونصرا وعزا وشرفا وحياة وأملا، والمقاومة الفلسطينية -التي تقودها حماس -تثبت لكل الأحرار في العالم: أن تحرير فلسطين هو المقدمة لتحرير الانسانية كلها من الاستعمار الثقافي ؛ الذي زيف وعي الشعوب، فجعلها تخاف وتتقبل القهر، وتخضع للطغيان.المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس توضح للأحرار؛ أنهم يستطيعون أن ينتصروا عندما تنطلق عقولهم ؛ فتفكر وتخطط، وعندما يملأ الايمان بالله القلوب فتثبت وتقاوم وتقاتل بشجاعة الرجال، وعندما ينطلق الخيال ليكتشف قدرات الشعوب علي تغيير الواقع وضعف الأعداء وجبنهم. المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس تكافح لتحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي الغاصب، وكل حر صاحب ضمير يجب أن يعبر عن حبه للحرية بالوقوف مع المقاومة، فتحرير فلسطين يعني بداية عصر جديد تنتزع فيه الشعوب حريتها، وتستعيد ثقتها في نفسها، وتحقق استقلالها الشامل وتفرض ارادتها. لذلك يتجلي حب الحرية في الوقوف بقوة مع الحق ؛ الذي تمثله المقاومة الفلسطينية، وكل حر يجب أن يعبر عن تأييده للمقاومة الفلسطينية، ويرفض كل مواقف الطغاة ؛ الذين يقفون مع دولة الاحتلال الاسرائيلي التي ترتكب جريمة تشكل عارا لكل الانسانية. وضوح الموقف يليق بالرجال ؛ والوقوف مع الحق الذي تمثله المقاومة الفلسطينية دليل وبرهان على حب الحرية، والدفاع عن الحضارة والانسانية ؛ فأين الأحرار؟!.