13 سبتمبر 2025

تسجيل

عندما يتعلق القلب بالله ترى البصيرة أضواء النصر

18 أغسطس 2024

أعترف لكم بأنني أرفض الواقعية، وأرى أنها تقيد الخيال السياسي، وأن القائد يجب أن يعمل لتغيير الواقع برؤية طموحة، وأن يقود شعبه لبناء المستقبل.. ولقد كان من أهم أهداف الاستعمار الثقافي الغربي أن يفرض على شعوبنا الاستسلام للواقع الذي يقوم على أن الغرب يمتلك القوة المادية ؛ لذلك يجب ان يسيطر على العالم. وبالفعل نجح الاستعمار الثقافي في ذلك ؛ وكان من أهم نتائج تلك الواقعية أن شعوبنا أصبحت تشعر بالعجز والخوف والسلبية والوهن واليأس، وأنه لا سبيل أمامها سوى الاستسلام، فالواقع يزداد كآبة وقسوة وظلما وظلاما ؛ لذلك يجب أن يحافظ الإنسان على حياته مهما عانى من شظف العيش والفقر والمرض والظلم. كانت تلك النتيجة التي حققها الاستعمار الثقافي أهم أسباب السيطرة الغربية التي أتاحت للشركات الغربية نهب ثروات الشعوب، واغراقها في الديون وافقارها. لذلك يجب أن نفكر بأساليب جديدة، ونطلق العنان لخيالنا، وننتج أفكارا جديدة، ونقود شعوبنا في مرحلة كفاح جديدة ضد الاستعمار والاستبداد. لكن قبل ذلك يجب أن تتعلق قلوبنا بالله لكي نشحذ بصيرتنا، وتنطلق عقولنا، ونكتشف ما يمكن أن يوفره الواقع من فرص للتحرر من الاستعمار. نموذج المقاومة الاسلامية في غزة يمكن أن يسهم في اطلاق خيالنا، ويزيد قدرتنا على بناء رؤية جديدة للمستقبل، فأهم ما يميز هؤلاء المقاتلين من أجل الحرية هو ايمانهم، وقد قدموا لكل شعوب العالم البرهان على أن هذا الإيمان أهم مصادر القوة ؛ حيث شحذ عزائمهم ؛ فرفضوا الاستسلام للواقع، وخططوا لتغييره. المقاومة الاسلامية في غزة درست الواقع جيدا، وتعرف قوة العدو الاسرائيلي، وتعلم يقينا أن هدفه إبادة الشعب الفلسطيني، وتهجيره قسريا، وانهاء القضية الفلسطينية. لكنها تحدت قوة الجيش الاسرائيلي الغاشمة، وأوشكت أن تكمل العام الأول وهي تقاوم بشجاعة الرجال الأحرار الذين يصرون على تحرير أرضهم مهما كانت التضحيات. عندما يتعلق القلب بالله القوي العزيز فإن هناك الكثير من الفرص التي يمكن أن نراها في الواقع الكئيب، من أهمها انتصار النموذج الذي قدمته المقاومة الاسلامية لكل الأحرار في العالم، والذي يقوم على أن الشعوب تستطيع أن تتحدى القوة الغاشمة، وتصمد وتقاوم وتغير الواقع. ولقد كان انتصار النموذج مجدا وشرفا للمقاومة ؛ حيث سيكون له تأثيره على الشعوب خلال السنوات القادمة ؛ فمن المؤكد أن اعجاب الأحرار في كل العالم بالمقاومة الاسلامية في غزة يتزايد ؛ ولذلك فإن هذا النموذج يمكن أن يقود كفاح الشعوب في كل أنحاء العالم. المقاومة الاسلامية في غزة أثبتت أن الشعوب تستطيع أن تقاوم القوة الغاشمة، وتغير الواقع، وتحرر أرضها، وتبني مستقبلها علي قواعد الحرية والعدل والشورى. كما أثبتت المقاومة الاسلامية في غزة أن القوة الغاشمة ؛ لا يمكن أن تقهر ارادة شعب يمتلك الحلم والايمان والارادة والعزيمة والشجاعة، فالمقاومة تودع شهداءها، ثم تواصل كفاحها، وهي تحصل كل يوم على مجد جديد يتمثل في مقاومة الظلم والقهر والاحتلال. لذلك عندما يتعلق القلب بالله؛ فإن البصيرة يمكن أن ترى أضواء انتصارات تبدو في الأفق البعيد، من أهمها أن الشعوب يمكن أن تقلد المقاومة الاسلامية في غزة فتنفض عن كاهلها تراب الخوف، فتنتفض وتغير واقعها البائس. المقاومة الاسلامية في غزة تغير الواقع العالمي بالنموذج الذي قدمته للشعوب، والذي يمكن أن يسهم في اطلاق قادة جدد لخيالهم، والتعبير عن آمال شعوبهم في الحرية. العالم يرى الآن أنه بعد 11 شهرا لم يتمكن جيش الاحتلال الاسرائيلي بكل قوته الغاشمة من تحقيق أي هدف من تلك الأهداف التي حددها النتن ياهو، وكل ما يستطيع أن يفعله هو ارتكاب المذابح ضد المدنيين، فتتزايد كراهية الشعوب، واحتقارها لذلك الجيش التي أصبحت قوته الغاشمة وبالا عليه. أما المقاومة الاسلامية فإن ايمانها بالله وثقتها في نصره يملأ قلوب رجالها شجاعة وقوة واصرارا على تحرير فلسطين، وينتج المقاومون الكثير من الأفكار الجديدة التي لا يتوقعها العدو. لذلك فإن القلوب التي تعلقت بالله تتحدى الواقع والقوة الغاشمة، وتواصل المقاومة حتى يأتي أمر الله، ويتحقق وعده لعباده المؤمنين بالنصر. ومن يتعلق قلبه بالله تنطلق بصيرته لترى أضواء النصر، ويتقدم لقيادة شعبه في طريق الحرية.