18 سبتمبر 2025

تسجيل

بداية جديدة

31 ديسمبر 2023

نودع اليوم سنة 2023 ونستقبل سنة جديدة نأمل أن تحمل لنا وفرة في الرزق والصحة والعافية والنجاحات على المستوى الشخصي، أما على المستوى العام فلا يختلف اثنان على أمنية تحقق السلام والأمن والأمان خاصة على فلسطين وتحديداً غزة التي عانت من إبادة جماعية منذ أكتوبر الماضي وفقدت العديد من أطفالها الذين كانوا يحلمون بخدمة وطنهم، ناهيك عن النساء وكبار السن والصحفيين الذين فدوا وطنهم لإيصال صوت الحق والحقيقة للعالم، والتي فعلاً وصلت لكل إنسان لم يتجرد من الإنسانية بغض النظر عن جنسيته وديانته وانتمائه السياسي، فتغير الرأي العام العالمي بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة تجاه القضية الفلسطينية وتحديدًا ما حدث في غزة بل تغيرت بعض الخطابات السياسية للدول الكبرى التي طالبت بوقف إطلاق النار في غزة والإبادة التي يشهدها شعبها، ودعواتنا مع بداية السنة الجديدة أن ينعم الشعب الفلسطيني بأبسط حقوقه الإنسانية في حق العيش بأمان وأن يتمتع الأطفال بطفولتهم البريئة وأن يحصلوا على التعليم الذي يستحقونه! في كل سنة يضع كثير منّا أهدافًا يسعى لتحقيقها خلالها، وقد يحالفه الحظ المتزامن مع اجتهاده ونشاطه في تحقيقها أو قد يواجه تغييرات جذرية تُغيّر من أولوياته وهي مشيئة الله، الذي يحثنا على السعي والعمل والاجتهاد وعَقد النية والتوكل عليه فإمّا أن يحقق لنا ما خططنا له وإمّا أن نحظى بما نحتاجه وبما يراه الله خيراً لنا ونحنُ نجهله، لذلك لا يجب أن نُصاب بالإحباط أو نتذمر في حالة تغيير الخطط، لربما لو تحققت أهدافنا لما حصلنا على الخير الذي نتمناه أو لربما أصابنا شر لم نحسب حسابه فقد أكد لنا ذلك الله تعالى في قوله الكريم «وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون». في كل يوم ومع إشراقة الشمس يرزقكَ الله بداية جديدة، فالتغيير لا يقتصر على بداية السنة أو منتصفها بل في أي لحظة يمكنك عقد النية لتغير أمراً بك يحتاج إلى تغيير كنمط حياتك ليكون صحياً أكثر بإضافة بعض التمارين مثلاً، أو بتعلم مهارة جديدة أو الحصول على شهادة في تخصص مناسب لك، أو البدء بمشروع تجاري يزيد من دخلك، أو ربما تغيير وظيفتك لتلبي طموحك، وربما تغيير سلوك مزعج تعاني منه أو يعاني منه من حولك، مجلات التغيير في حياتنا كثيرة وكلها قابلة للتغيير للأفضل وإن كنّا نرى أنها الأفضل لنا في الوقت الحالي، التغيير ليس صعباً ولكنه بحاجة إلى إصرار وعزيمة ومعرفة نقاط الضعف والقوة، وكلما كانت عزيمتك قوية ولم تتأثر بآراء الآخرين كلما كانت النتيجة مرضية بالنسبة لك، فأنت من تعيش حياتك وليس الناس، وعليك أن تختار لنفسك تفاصيل الحياة التي تُريحك وتسعد بها وكما تخطط لها طالما أنك لن تغضب الله في أمور حياتك! تغيير الناس السلبية المحيطة بك من أكثر الأمور التي تعود عليك بالراحة والاطمئنان، فصحتك النفسية مُرتبطة بالناس المحيطين بك، فإذا كنت تعاني من علاقات سامة ومؤذية وتجعلك في توتر دائم ولا تشعرك بتقديرك واحترامك واستحقاق ذاتك فيجب أن تتخلص منها فوراً وان كنتَ تعتقد بأن ذلك صعب عليك، فبمجرد ما تنوي وتتسلح بالإيمان والتوكل على الله سيلهمكَ الله القوة التي تُعينك على ذلك، فالبقاء وحيداً أفضل من العيش مع شخصيات تُهين مشاعرك وتهملك وتستهلك طاقتك الخيّرة والطيبة لتُغذي نرجسيتها وتتحكم في مزاجك وتتسبب بالفوضى لعواطفك! *ابدأ رحلة التغيير برسم خطة ووضع أولويات وتحديد أهداف وتطوير مهارات واجعل نيتك صافية لله وتوكل عليه وسلّح نفسك بالرضا والقناعة لما يكتبه لك الله ويُقدره لك وبإذن الله سيحالفك النجاح! • سنة جديدة مليئة بالإنجازات والراحة والسعادة أتمناها للجميع!