10 سبتمبر 2025

تسجيل

ساعة بلا عقارب

11 أغسطس 2024

تُعرف القيم وهي جمع قيمة بأنها مجموعة من المبادئ والمقاييس والمعايير الحاكمة على أفكار الإنسان ومعتقداته واتجاهاته، وتؤثر في حياته لأنها تنعكس على سلوكياته وتصرفاته، وهي تعكس ما نؤمن به بعمق وما نحس به، في حين أن المبادئ تعكس ما نفكر فيه، حيث تتولد المبادئ من نظامنا القيمي، وتُكسب القيم أثناء عملية التطبيع والتنشئة الاجتماعية، وقد تتغير بتغير الظروف والمجتمعات وتسهم القيم في تشكيل الشخصية الإنسانية، وكلما التزم الإنسان في القيم السليمة كلما كان أكثر اتزاناً وحظي باحترام عند الجميع، كما أن القيم تجعل الإنسان أكثر قدرة على التحكم في مشاعره وانفعالاته ويمكنه مواجهة الصعاب دون تقديم تنازلات تمس قيمه، كما أنها تشعره بالرضا والقناعة وتبعد عنه مشاعر الحقد والحسد والسخط تجاه الآخرين، وعندما يتمسك أفراد المجتمع بقيمهم يصبحون أكثر قوة لمواجهة أي تغييرات سلبية دخيلة عليهم فيقاومونها بقوة قيمهم، والقيم الأساسية يكتشفها الإنسان في نفسه في المواقف التي يمر بها وذلك بناء على تربيته والمبادئ التي نشأ عليها. وتتنوع القيم لأكثر من مائة قيمة منها العرفان، الطموح، السلام، العلاقة مع الله، الاحترام، المسؤولية، الرضا، الأمانة، الشرف، التفوق، التأني، التطوير، العطاء، الترتيب، الشكر، التقدير، الإيثار، الحكمة، التعليم، المحبة، الأمان، التسامح، إحداث فرق، التعاون، السمعة، الإصرار، خدمة الآخرين وغيرها كثير من القيم التي من الضروري أن يتحلى بها الإنسان ليتعامل بإنسانيته مع الآخرين، فمثلاً قيمة الطموح مهمة جداً وحق مشروع لكل إنسان أن يطور من نفسه ويحقق طموحاته العالية لكن بشرط أن لا تكون على حساب أذى الآخرين أو الإساءة لهم فبذلك يسيء الشخص في علاقته مع نفسه ومع الله الذي أوصانا بالمعاملة الطيبة وعدم أذية الآخرين! والقيم المتنوعة تُشكل العقيدة والأفكار والآراء وإذا ما طبق الإنسان هذه القيم في حياته بنزاهة ضَمن استمراريتها وجعلت منه إنساناً فاضلاً. وعادة ما نذكر أن فلاناً شخص فاضل أو إنسانة فاضلة بناء على صفاته الخيّرة التي يتصف بها وحبه لعمل الخير ومساعدة الآخرين ونقاوته في التعامل بما يرضي الله وقدرته على التحكم في انفعالاته وإغراءات الحياة التي قد تجعله يتنازل عن قيمه، ولأنه حافظ على اتزان قيمه فاستحق الفضيلة التي يتصف بها. وإذا ما تأملنا قصص البشر حولنا والذين عاشوا دون قيم ومبادئ تُهذب سلوكهم فسنجد أن نهايتهم كانت مأساوية أبسطها سوء السمعة ونبذ الآخرين لهم، ناهيك عن سخط الله عليهم، وقد يعتقد هؤلاء (عديمو القيم) أنهم يحققون نجاحاً ولكن الله يعطيهم فرصاً لتقويم مساراتهم الخاطئة والتي قد تتمثل في الرشوة واستغلال المال العام وأذية الآخرين وغيرها من السلوكيات الخاطئة وعندما لا يعون النعمة التي بين أيديهم يسلبهم إياها الله في لحظة لم يتوقعوها فيخسرون كل ما لديهم وأولها أنفسهم وسمعتهم فيصبحوا منبوذين في المجتمع ولا يحب أحد ذكرهم، وكم من أشخاص حولنا يتجنب الناس ذكر اسمه لسوء خلقه وسوء صفاته وافتقاره للقيم! التمسك بالقيم الإسلامية والإنسانية جهاد للنفس وأمان للحياة والسعي لرضا الله الذي هو سبب لوجودنا في هذه الحياة، فقد وجدنا الله تعالى لعبادته وإعمار الدنيا بالقيم السامية وحب الخير للآخرين ومساعدتهم وإشاعة الخير والطيب وعدم الالتزام بذلك يشيع الشرور والأذى بين البشر وأغلب المجتمعات المنهارة أخلاقياً تنقصها القيم والمبادئ وتعمل بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة وإن كان أذية الناس وسلبهم حقوقهم. * إذا كنت ممن يلتزمون بالقيم فأنت من الصفوة الذين بإمكانهم تغيير مجتمعهم وبث القيم الإيجابية حوله وبذلك ستترك أثراً طيباً يُعتبر إرثاً لسمعتك! • التوكل على الله تعالى وإحسان الظن واليقين به، والمثابرة والتمسك بالأمل من أعظم القيم التي يجب أن نتمسك بها لنعيش بسلام ورضا في الحياة!