17 سبتمبر 2025

تسجيل

كلنا نستطيع

31 ديسمبر 2020

تعد التربية نوعا من برمجة النفس والآخرين على أفكار تسكن العقل وتسيره، ونجد أن معظم الأفراد قد تبرمج منذ الصغر على أن يتصرف أو يتكلم حسب تربيته وبرمجته، أما بطريقة إيجابية أو بطريقة سلبية. وللأسف من يتلقى تربية سلبية نجد أنها تكبر معه ويصبح سجينها وينتهج دون وعي ما يسمى " بالبرمجة السلبية" التي تظهر على أفكاره ومشاعره وسلوكه، فنجد أن كثيراً منهم يقول "أنا لا أستطيع عمل ذلك "، " أنا ضعيف الشخصية"، "أنا عصبي، أنا مزاجي وسييء في التعامل "، ونجده يصف نفسه بمفردات اليأس والإحباط التي تربى عليها في بيئة لا تعرف التشجيع ولا التحفيز ولا توفر أي نوع من أنواع الدعم النفسي. إن تثبيت مثل هذه الكلمات في العقل منذ الصغر يسهم في إضعاف الإرادة من خلال البرمجه السلبية، واستخدام كلمة "لا أستطيع" يعطي انطباعاً سيئاً لمن يسمعها سواء نفسك او الآخرين، فهي تثبت إحساساً بالعجز والضعف وتحجم القدرات أو حتى الرغبة في المحاولة. "إياك أن تقول لا أستطيع بل قل لا أريد، لأنك لو أردت فعلا أن تحقق أمراً ستحققه بالفعل، كلنا نستطيع، لكن لسنا كلنا نريد" تعتبر هذه الكلمات الذهبية من أقوى العبارات التي اطلقها الأب الروحي للتنمية البشرية في الوطن العربي، الدكتور إبراهيم الفقي، رحمه الله، وعالج بها أزمة الإحباط الداخلي لدى الأفراد، نعم فكلنا نستطيع، ولكن الهمة لا تتوفر عند الجميع، ولسنا كلنا نريد، (إذا أردت فأنت بكل تأكيد تستطيع). من الآن وصاعدا توقف عن قول كلمة "لا أستطيع"، فجميعنا يمر بلحظات فشل وإخفاقات وإحباطات، ولن نستطيع إكمال حياتنا إذا لم يكن لدينا حافز يدفعنا للمواصلة، هذا الحافز الذي لابد وأن يكون نابعاً من الداخل، يحفزنا على تخطى الصعاب، مهما كانت، والذي يجعلنا نقاتل ولا نستسلم لأول مشكلة نقع فيها، لذا خاطب نفسك دائما بأنك تستطيع ثم تستطيع ثم تستطيع. كن واثقاً بنفسك ولا تقلل من شأنك ولا تستهن بذاتك ابداً، أثن عليها وأخبرها بأنها حاولت وأنجزت، وأن الأشياء ممكنة بالصبر ولا مكان للمستحيلات مهما كان، قدّر نفسك وافرض احترامك على الآخرين ولا تسمح بأن يتم استصغارك أو التقليل من شأنك أو الطعن في قدراتك واتهامك بالقصور. حفّز قوتك الذاتية جسدياً وعصبياً ونفسياً ومادياً ومعنوياً عزيزي القارئ، اصقل مهاراتك الحياتية بالخوض في التجربة الفعلية من الواقع حيث اكتساب الشجاعة والمعرفة وروح المغامرة والترقي في مستويات الفهم والادراك والتمييز والمساهمة في رفع مستوى الذكاء ومواصلة الاقدام والتحدي للصعاب. تأكد أن عندك القوة، وأنك تستطيع أن تكون، وأن تملك، وأن تعمل ما تريد، وذلك بمجرد أن تحدد اهدافك وتتحرك بناء عليها وفي الاتجاه الصحيح وبالقوة المناسبة، وقد قال "جيم رون" مؤلف كتاب السعادة الدائمة "التكرار أساس المهارات"، لذلك عليك بأن تثق فيما تقوله أولا ومن ثم أن تكرره دائماً لنفسك في صورة رسائل ايجابية أنت سيد عقلك وقبطان سفينتك، أنت من يتحكم في حياتك، وأنت من يمكنه تحويل حياته إلى تجربة من السعادة والصحة والنجاح اللامحدود. هذه الحياة مليئة بالمعارك، كن بطلاً وحارب في إحداها بكل ما أوتيت من قوة، لا تترك اليأس يتسلل إلى قلبك ويبني بيوتاً شاهقة الارتفاع، وأنت تجلس تحت ظلالها تبكي حظك وسوء قدرك، كن مهندساً مبدعاً وابن جسراً من الأمل فوق بحيرات اليأس، واجعل كل الصعوبات قابلة للتجاوز بالمحاولة، لا تقل لا أستطيع، بل قل سأحاول حتى وإن كان ذلك صعباً، وتذكر انه ( يكفيك شرف المحاولة). كاتبة قطرية ومدربة تنمية بشرية وتطوير ذات مستشارة علاقات عامة واتصال [email protected] @almutawa_somaya