17 سبتمبر 2025
تسجيليقول "مصطفى صادق الرافعي" في كتابه وحي القلم: إن "قيمة الإنسان الصحيحة تكون وسيلة في أن يعطي ويعمل ليعطي، لا غاية يأخذ ويعمل ليأخذ، ومهما ضاقت عليه، فإنما هو كالشجرة الطيبة تأخذ تراباً وتصنع حلاوة". من هذه المقولة تتجلى لنا القيمة الصحيحة والفعلية للإنسان، قيمتنا الفعلية فيما نفعله وننويه كل يوم من إحسان وخير ومعروف، وليس بما يثير إعجاب الناس بنا من ملبس ومأكل وماديات زائلة. وقيمة الإنسان الحقيقية لا تتحدد بسُلطته ولا مظهره ولا مستواه الاجتماعي، لكنها تتجلى فعلياً وحقيقياً في أخلاقه وطريقة تعامله، ويلي ذلك علمه الذي يزيد قيمته، وفعله الذي يبرهن صدق نواياه ويؤكد قوله. هذا هو الميزان الإنساني الحقيقي الذي يجب على الفرد أن يهتم به وما يحتويه عقله من وعي وثقافة وعلم، وبما يكتسبه من مهارات وقدرات، وبما يمنحه للآخرين من نفع وفائدة. ولتعلم عزيزي القارئ أن تقدير الناس لك هو خطوة أولية ربما تحتاج إليها أحياناً لتقييم نفسك في بداية وعيك بذاتك ومعرفتك لقيمتك، وتحصل عليها من خلال أشخاص تثق في آرائهم يعكسون لك الحقائق بمصداقية وشفافية، لذلك لا تحرص على إرضاء الجميع لأنها غاية لا تدرك، واكتف ببعض المخلصين الذين يعكسونك بإخلاص مطلق. لذلك احرص على إحاطة نفسك بالأمناء والصادقين الذين يقدرون قيمتك الحقيقية، وتأكد أنك أنت من تصنع قيمتك بنفسك، فأنت رُبان سفينتك، وأنت أقدر من يمنحك القوة والعزيمة التي لا يملكها غيرك، وأنت أقوى مصدر لسعادتك. وختاماً؛ تذكر أن قيمتك الحقيقية أيها القارئ العزيز، تزداد بأخلاقك ويتوجها علمك وعملك، اعمل مُجداً على تحديد أهدافك وما سوف تحققه لنفسك ووطنك، لكي تترك بصمة تميزك عن غيرك، وتبرهن على سمو أخلاقك، وحسن معاملتك.. يكلل ذلك كله نوايا صادقة مع الله ونفسك ترفع من قيمتك الفعلية. نصيحة "تحسس مصدر النور في قلبك واتبعه، فما أجمل أن يجد الإنسان نفسه بنفسه". كاتبة قطرية، مدربة تنمية بشرية وتطوير ذات مستشارة علاقات عامة واتصال [email protected] @almutawa_somaya