17 سبتمبر 2025
تسجيلكلنا دونما استثناء معرضون من وقت لآخر للفشل والإخفاق في كافة جوانب حياتنا وعلى كافة المستويات، ولكن تبقى طريقة التعامل مع الفشل هي الفارق الحقيقي بيننا، حيث إنها تختلف من شخص لآخر، فنجد أن البعض لديه القدرة على التعامل مع الفشل بطريقة واعية وإيجابية، حيث إن الاعتراف في البداية بالإخفاق وتحديد أسبابه وطرق علاجه أولى خطوات النجاح، ومن ثم تجنبه والخروج منه بأقل الأضرار، بل وتحويله مستقبلاً لصالحه مستفيداً من دروسه، وهذا يصب وفق رؤية البريطاني ونستون تشرشل الذي قال "النجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد الحماس". أما البعض الأخر، فهم يقعون ضمن فريق "مبتكرو الأعذار" لتبرير الفشل، فمع أول هبة لرياح الفشل والإخفاق تنطفئ نار الحماسة لديهم وتغرق نفوسهم في الإحباط ثم يلوذون إلى الاستسلام التام والرضوخ القسري لهاجس الفشل الذي يرددونه دوماً ويعممونه على كل المواقف. ونلاحظ أن الفاشلين لا يستمتعون بالمشاريع والمبادرات المبنية على المنافسة والتحدي، بل ويمقتون صانعيها ويسعون لتعطيل برامج التطوير والإبداع، وفي حال لم ينجحوا في ذلك لجأوا إلى الشكوى، وبادروا بالتأليب على كل مبدع وناجح. نجدهم دوماً ما يختلقون الأعذار ويقنعون أنفسهم ومن يحيطون بهم أنه لا حلول لما يواجهونه من مشاكل، وأن حالة الفشل التي يعانون منها نتيجة البيئة المحيطة بهم والأشخاص المتحكمين في المواقف. يقال إن الأعذار لغة الفاشلين، وإن الناجحين هم من يتحملون مسؤولية أفعالهم، ويحرزون التقدم بالقدرة على تجاوز العقبات التي سماها الفاشلون أعذاراً، فلم أجد ناجحاً يتعذر، ولم أجد ناجحاً يعتقد أن العالم ضده، بعكس الفاشل الذي يرى صعوبة كل شيء قبل البدء فيه، ويفتش عن أسباب وأعذار تقنعه أن الفشل حتمي ولا مفر منه. المخترع العبقري "توماس إديسون" يعد أحد أبرز النماذج الناجحة الذين لم تعرف قواميسهم أياً من مفردات الأعذار والتبريرات، فقد أجرى 1000 تجربة غير موفقة قبل أن ينجح في النهاية في اختراع المصباح الكهربائي، وعندما سأله أحدهم عن شعوره عندما فشل ألف مرة كان رد "إديسون" إنه "لم يفشل 1000 مرة، فالمصباح اختراع يتكون من 1000 خطوة". في كتابه "لا أعذار" ينصح المؤلف "برايان تريسي" بأن تسأل نفسك إذا همت بالتوقف عن مسيرتك المؤدية إلى هدفك لأي سبب، قد تسميه لاحقاً عذراً، عليك أن تسألها هذا السؤال، هل هناك أحد لديه عذر مثل عذري لكنه نجح؟ فإذا كنت صادقاً مع نفسك فالإجابة حتماً ستكون نعم؛ فهناك المئات قد مروا بظروف أصعب وأشد من ظروفنا، ومع ذلك نجحوا. وحدهم الفاشلون يتفننون في اختراع الأعذار وكأنها ستمنحهم النجاح، بينما هي في الحقيقة تساعدهم في تقبل الهزيمة وحسب، وهذه النوعية من البشر لا يمكنك الاعتماد عليهم في حل أي مشكلة مهما صغر حجمها، هم أشخاص سلبيون لا يجيدون سوى اختلاق الأعذار والتفنن في صناعتها بهدف التنصل من المسؤولية وإلقاء اللائمة على الآخرين. ختاماً... اخلق عالمك الإيجابي الواعي وابتعد عن الفاشلين. كاتبة قطرية، مدربة تنمية بشرية وتطوير ذات مستشارة علاقات عامة واتصال [email protected] @almutawa_somaya