17 سبتمبر 2025

تسجيل

غيّر أفكارك إذا لزم الأمر!

04 مارس 2021

في كتاب "من جديد جدد أفكارك لحياة أفضل" ينصح المؤلف عصام كرم الطوخي، بألا تغلق الأبواب عليك وتنعزل وتجتر همومك وآلامك وأحزانك، فالحياة ليست لوناً واحداً، بل أمسك فرشاة الأمل وارسم أجمل ما فيك، فالكون يتسع لك، إذا أدركت قيمة الألوان الأخرى وتفننت في استخدامها في مواضع اللوحة لكي تبدع فيها، وتخرج لوحة عظيمة جديرة بك وبقيمة وجودك في الحياة. ومن هنا يتضح لنا ان أفكارنا هي البذور التي تنمو بها حياتنا، وهي المحرك الأساسي لقناعاتنا وسلوكياتنا، كما انها السبب الأقوى للتغير سواء كان "ايجابيا او سلبيا" تبعا لنوعية الافكار التي تغذينا. والإنسان الذي استخلفه الله في الارض، والذي جعل له عقلا وقلبا وملأه إيمانا ينبع من فطرته السليمة قبل ان يهوَّد او يمجَّس، هو الكائن الاقدر على التغيير والتجديد، ومواصلة التعمير في الارض لإكمال الرسالة التي شرعت له الى ان يرث الله الارض ومن عليها. لذلك نجد عزيزي القارئ، ان الكثير من أسرار الحياة ومن خبايا النفس يرتبط بتجدد الأفكار، والسماح باكتشاف الذات، ومع مرور الوقت وبالسماح للامور ان تحدث، نكتشف ان نظرة الأمس مختلفة عن نظرة اليوم، وأن بعض ما كنا نعتقده ونجزم به من قناعاتنا الانسانية قد تغير وتبدل!. واصبح يسير على وتيرة مختلفة، وان الكثير من أفكارنا يحتاج إلى إعادة ترتيب "وهو بالمناسبة امر مفيد للغاية". يقول الفيلسوف الألماني نيتشه في مقولته الشهيرة عن التغيير "الحية التي لا تغيّر جلدها تهلك، كذلك البشر الذين لا يغيّرون أفكارهم يهلكون". وبالرغم من ان التغيير يعد من أصعب الامور التي قد تحدث لنا على الاطلاق خصوصا في الافكار والسلوك؛ الا انه ليس مستحيلاً، فهو يحتاج فقط إلى الرغبة الحقيقية في إحداثه والصبر على ذلك، مع وجود قناعات كافية تقنعنا بضرورته، بعدها يحدث ما نرغب به بمنتهى السلاسة والمنطقية ويغمرنا معه الرضا والقبول. ولابد من التأكيد على حقيقة ان خالقنا سبحانه لم يخلقنا (عبثاً)، بل استخلفنا في هذه الارض، لأن لنا دوراً عظيماً فيها لابد ان نحققه بعبادتنا له واعمار ارضه بكل ما يحبه ويرضاه، "يابن آدم اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً"؛ وهذا العمل المتواصل على مر الحقب والأزمنة يتوافق مع حدوث التغيير المناسب وتحقيقه في نفسك، وكل ما هو حولك، لذا توقف فوراً عن المقاومة العقيمة التي تعطل عقلك وتسجنك في سجون التخلف الفكري "ما لم يتعارض ذلك مع دينك وأخلاقك". ختاماً؛ سُئل برتراند راسل مرة: هل أنت مستعد أن تموت دفاعاً عن أفكارك؟ فقال "لا، أنا لست مستعداً أن أموت في سبيل أفكاري لأنها قد تتغير". تحياتي كاتبة قطرية,مدربة تنمية بشرية وتطوير ذات مستشارة علاقات عامة واتصال [email protected] @almutawa_somaya