24 سبتمبر 2025

تسجيل

الأزمة الدبلوماسية مع لبنان

31 أكتوبر 2021

طوال عقود طويلة ظلت دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية داعما رئيسيا للبنان ولشعبه، سياسيا واقتصاديا، حيث كان الشعب اللبناني ولا يزال يحظى بنصيب الأسد من الدعم الخليجي، وهو أمر لا يحتاج إلى كثير بيان، فقد ظلت دول مجلس التعاون سندا للأشقاء هناك في كل المحطات والأزمات التي تمر بها بلادهم. لقد كانت دول مجلس التعاون الخليجي الملاذ الأول الذي تلجأ إليه الأطراف اللبنانية للمساعدة في حل الأزمات والصراعات السياسية المستمرة التي تنشب بين هذه الأطراف من وقت وآخر، كما كانت دول الخليج الداعم الأكبر للاقتصاد اللبناني من خلال الاستثمارات التي ظلت تضخها دول مجلس التعاون والمستثمرون الخليجيون هناك، مما أسهم في استقرار وازدهار البلاد التي تمثل كذلك إحدى الوجهات السياحية المفضلة للمواطنين الخليجيين. لقد أثارت التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير الإعلام بالجمهورية اللبنانية، الاستغراب الشديد والاستنكار، باعتبار أن هذا الموقف الصادر من وزير الإعلام اللبناني الجديد الذي زج بلبنان الشقيق في أزمة دبلوماسية حادة، لا يمكن وصفه إلا بأنه موقف غير مسؤول تجاه بلده وتجاه القضايا العربية على حد سواء. وبينما كانت الحكومة اللبنانية تسعى جاهدة لانتشال البلاد من الأزمة التي يعاني منها لبنان، جاءت تصريحات الوزير اللبناني لتشكل ضربة قوية لتلك الجهود، في وقت كان حريّا به عدم الزج بلبنان في أزمات خارجية. إن دعوة وزارة الخارجية للإخوة في الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد وبشكل عاجل وحاسم لتهدئة الأوضاع، تمثل أول خطوة في الطريق للمسارعة في رأب الصدع بين الأشقاء.