21 سبتمبر 2025
تسجيلالمتتبع لدور قطر وجهودها في مكافحة الإرهاب يلحظ تعاظما ملحوظا تتسم به تلك الجهود، مما جعلها محل تقدير المجتمع الدولي، وهي جهود تنطلق من تبني قطر رؤية متفردة لمكافحة الإرهاب، وتجفيف منابعه ووقف دعمه، لا تقتصر على العامل العسكري فقط، بل تمتد إلى تنمية وإعمار المناطق المتوترة، والسعي لوضع الحلول السياسية للمشاكل التي يتذرع بها الإرهابيون لتنفيذ مخططاتهم وأجنداتهم التخريبية. حيث كانت قطر من أوائل الدول التي تنبهت إلى خطورة الإرهاب، وفي إطار تلك الرؤية جرى في واشنطن أول حوار لمكافحة الإرهاب بين قطر وأمريكا، سبقه ثناء أمريكي على الجهود التي تبذلها قطر في مكافحة الإرهاب، وإشادة بدورها في التحالف الدولي لمحاربته. وفي هذا السياق جاءت بالأمس تأكيدات سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أمام منتدى «عودة المقاتلين الأجانب» بأن قطر شريك دولي فاعل في مواجهة الإرهاب. منوها سعادته إلى تطوير الدولة المستمرة لتشريعاتها الوطنية وكياناتها المؤسسية المعنية بالإرهاب وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن وشراكتها الفاعلة في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. وأن نجاح أي استراتيجية وطنية لإدماج المقاتلين الإرهابيين العائدين من ساحات القتال، مرهون باستئصال البيئة الحاضنة للفكر المتطرف. رؤية قطر في التصدي للإرهاب تنطلق من كونه يمثل أحد أشد الأخطار التي تهدد السلم والأمن الدوليين، ولا يمكن القضاء عليه ما لم توحد الجهود الدولية باتباع نهج يتسم بالمثابرة والشمول ويقوم على التعاون والمشاركة بين جميع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والكيانات الأكاديمية والبحثية بفاعلية في تبادل المعلومات في المجال الأمني. يحسب لقطر في هذا السياق دعمها لمبادرة التعليم فوق الجميع التي عملت حتى الآن في تعليم 10 ملايين طفل حول العالم، وخاصة الأطفال المتأثرين بالصراعات والكوارث. كما تدعم قطر مؤسسة «صلتك» التي قدمت حتى الآن مليون فرصة عمل للشباب في 16 دولة على مدى السنوات العشر الماضية، فضلا عن سعيها الحالي لتوفير مليوني وظيفة بحلول عام 2020. كل هذه الجهود كانت كفيلة بأن تجعل من الرؤية القطرية نموذجا يحتذى أمام الأسرة الدولية.