20 سبتمبر 2025

تسجيل

رسائل قطرية مهمة إلى دول الحصار

31 أكتوبر 2017

مجددا تؤكد قطر انفتاحها على الحوار مع الأطراف الأخرى باعتباره السبيل الوحيد لتجاوز أزمة الخليج ؛ وهو حوار نريده حضاريا بلغة المنطق وحجج القانون ؛ ولا ينتقص من السيادة الوطنية ؛ ويحترم حرية الاختلاف؛ بعيدا عن سياسات الإملاءات أو استعراض القوة التي عفا عليها الزمن؛ وهي مبادئ طالما طرحتها وأكدت عليها قطر في أكثر من مناسبة وطرحتها دبلوماسيتها بكل مسؤولية في أروقة المنظمات الدولية؛ مما أكسبها تعاطف واحترام المجتمع الدولي في قضية الحصار الجائر وتداعياته.وليس ادل على سلامة موقف قطر وتمسكها بالحوار من تأكيدات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في حديثه مع شبكة "سي بي اس" الأميركية؛ حيث اعرب سموه عن استعداده للتقدم عشرة آلاف ميل نحو الأشقاء في حال تقدموا مترا واحدا نحو المصالحة. وفي ذات السياق قال سموه إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اقترح عقد قمة في كامب ديفيد بين أطراف الأزمة، وأن قطر أعربت عن قبولها لهذه الدعوة ، بينما لم ترد دول الحصار على تلك الدعوة. كما رفض سموه بشكل قاطع المزاعم التي تروج لدعم قطر للإرهاب. وشدد سموه على أن مسألة السيادة خط أحمر، وأن بلاده لن تقبل أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية معربا عن رفضه التام لإغلاق قناة الجزيرة.لا شك في أن الانفتاح القطري على الحوار لحل الأزمة ؛ إنما ينبع من قيم ومبادئ الحرية والحق والعدل والخير التي تؤمن بها القيادة القطرية كأولويات لمرتكزات سياسة قطر الخارجية وتحرص على نشرها؛ فضلا عن تحليها بالمسؤولية الأخلاقية في علاقاتها الدولية ؛ وبالمقابل فإن تجاهل دول الحصار لجهود الوساطة الكويتية ؛ وعدم تفاعلها مع دعوة الحوار في كامب ديفيد ؛ لا يمكن فهمه باعتقادنا سوى في إطاره "التعنتي" غير اللائق بالعرف الدبلوماسي؛ ويبرهن على أن تلك الدول اختارت أن تعمل باتجاه إطالة أمد الأزمة مع سبق الإصرار..!لقد جاءت تصريحات سمو الأمير محملة بالعديد من الرسائل الإيجابية؛ التي تراعي القيم الإنسانية والالتزامات الاخلاقية الواجبة بين الاشقاء وتحترم مبادئ العلاقات الدولية.. فهل تستوعبها دول الحصار لوضع حد للجرائم التي ترتكب بحق شعوب الخليج؛ ووقف هذا العبث السياسى المخجل الذي يغرقون فيه المنطقة؟