11 سبتمبر 2025
تسجيللا شيء في حياتنا يكون دون أن يُقدر له ذلك، ولا شيء يأتي مصادفة ومن العدم، بل بتدبير من العزيز القدير، الذي يُحسن التدبير؛ لذا مهما شعرنا بأن كل ما نفعله ما هو إلا كنتيجة حتمية لاختياراتنا، فإن الأمر سيأخذنا وفي نهاية المطاف لحقيقة واحدة، وهي أن الأمر كله لله وبيده وحده، والحق أن التمسك بهذه الحقيقة والتشبث بها وبقوة يجعلنا نصحو وننام بكميات هائلة من التفاؤل تُحيط بنا، دون أن تسمح للمخاوف بأن تتربع فوق رؤوسنا أبداً، وهو ما يجدر بأن يكون فعلاً، إذ فيه من الخير ما يكفي؛ لجعلنا نُعطي ولا نتوقف عن العطاء أبداً. لاشك أن وجودنا في هذه الحياة يحثنا على بذل الكثير من المحاولات في سبيل الحصول على ما نريد، وهو ما نتفق عليه دوماً، دون أن نختلف بشيء يخصه سواه تفاوت القدرات، التي تميزنا، فهناك من يستطيع بذل المحاولات حتى آخر نفس، وهناك من هو أقل منه مرتبة؛ ليبذل ما يستطيع بذله ويأخذ الطريق حتى المنتصف، ولكنه يقف هناك دون حيلة تُعينه على المتابعة، وهناك من تنقطع أنفاسه من الوهلة الأولى؛ ليجد نفسه كمن مات وهو في ريعان شبابه، والحق أن التفاوت الذي نشهده ونشهد عليه بسبب عمر تلك المحاولات، التي يمكننا المحافظة عليها بفضل ما يملكه كل واحد منا من عزم ينجم عن إيمان قوي بالله، فمن عساه يصدق أن انطفاء الأضواء، تفشي الصمت القاتل، وتخلي الحياة عن ملامحها، ثم هروب الجميع من حوله علامات تُبشر ببداية جديدة ما لم يتمتع بإيمان قوي يُثبته حيث هو دون أن يتزعزع أبداً! ومن عساه يفرح بمصيبة تقع على رأسه؛ لتُبشره بحلول فيها من الخير ما سيُغير حياته للأفضل ما لم يتعلق قلبه بالله، الذي يُعطيه بقدر ما يختبره! أحبتي: قد نعيش من المواقف ما يجعلنا نقف ونقول: هذه هي النهاية، ولا شيء سيكون من بعدها، ولكن تمر تلك اللحظات وإن كانت ثقيلة وكأنها لم تكن يوماً، وسنجد أن تلك اللحظات التي بكينا فيها وشعرنا معها بأنها النهاية، أنها لم تكن سوى بداية جديدة لحياة جديدة سنسعد معها كثيراً، وكل ما كان يتطلبه الأمر منا هو بذل المزيد من المحاولات، والتحلي بكثير من الصبر؛ للخروج من تلك المشاكل بمناعة أقوى تقوى كلما زاد الإيمان بالله، وتعلق القلب به دون غيره، وإنه لمن الجيد بأن نفعل ذلك، ومن الجيد أيضاً أن نطرح هذا الموضوع، الذي سيُعرفنا وسيُعرفكم على جوانب جديدة فيكم يسرنا التطرق إليها من خلال صفحتنا في هذا الأسبوع، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً. من همسات الزاويةقد تُخفي ظلمة الليل ملامح الأمل؛ لتفقد الإحساس بأي شيء سواه الألم، الذي سيبرحك ضرباً ولن يبرح مكانه حتى يجد منك ما يليق بك من مقاومة يُجبره على ذلك، وهو ما يجدر بأن يكون منك وعلى الفور؛ كي تغادرك تلك الظلمة، ويُقبل عليك نور الصباح، الذي ستدرك معه كل النعم التي تتمتع بها؛ لتعطي ومن بعد كل شيء حقه، دون أن تستخف به، وتؤجله حتى إشعار آخر، لن تعود منه ومن تأجيلك لكل ما عليك من مهام بأي شيء، سواه التفريط بكل الفرص، التي ومن الممكن بأن تجعلك تدرك من الحياة معنى أن تكون فيها.