10 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر الخيرية والمبادرات الإنسانية النبيلة

20 أغسطس 2024

أكثر ما يُجبر المرء على العودة إلى صفحات سابقة من كتاب حياته هو ذاك المدعو (وعد)، والحديث عن أي وعد سبق له وأن تقدم به، دون الخوض في تفاصيله حتى، وعليه فلقد عدت من خلال هذا المقال بما سبق لي وأن وعدتكم به، غير أني تركته جانبا حينها؛ بسبب الأحداث التي وقعت مؤخرا وأوقعت القلوب في (غزة) ومال قلمي نحو ضرورة التطرق إلى تلك الأحداث وطرق أبواب المولى؛ للدعاء لهم وإن كان بشكل متواضع، فـ (اللهم النصر لغزة العزة). أحبتي: إن الموضوع الذي أردت تسليط الضوء عليه من خلال مساحتي الخاصة بكم والمخلصة لكم، لن يخرج عن إطار الإنسانية، التي لن تجد ما ينادي بها ويدعو إليها سوى (قطر الخيرية) والمبادرات الإنسانية النبيلة، التي تتقدم بها بين الحين والآخر، ولطالما حفزت قلمي على الكتابة عنها، خاصة تلك القصص التي تطل من بين طياتها وتكشف عن جهودها العظيمة والمبذولة؛ لإنقاذ حياة الأفراد، وللحد من آثار وتداعيات الكوارث والأزمات الإنسانية التي تشهدها العديد من الدول حول العالم، وهو ما يمكن إدراكه عن طريق كل ما تساهم بتقديمه من إغاثات عاجلة للمتضررين والمنكوبين في مختلف المجالات، فتميزت وبجدارة ببرامجها الإنسانية المتنوعة والقادرة على الوصول المُبكر للمستهدفين. عودة إلى تلك القصص لقطر الخيرية العديد من القصص التي تترجم جهودها وتنصب في قوالب إنسانية، وما يقابلها من محاولات حقيقية تعكس كفاح أصحابها، وتَمَسكهم بالأمل الذي يطل عليهم بفضل تلك الجهود، التي تكون كالمنقذ لمن يبحث عن فرصة جديدة؛ كي يعيش في هذه الحياة بكرامة كما هو الحال مع أقرانه في بقاع أخرى. منذ فترة نشرت جريدتي الحبيبة (الشرق) قصة الطبيب الريفي «غلام زكريا»، الذي كفلته (قطر الخيرية) كيتيم عندما كان في الصف الخامس الابتدائي؛ ليتجاوز بتلك المنحة ما فرضته عليه تلك المحنة، التي غيرت ملامح حياته؛ ليقفز من طفولته إلى مراحل أكبر بكثير، ولكم أن تتخيلوا ما يمكن أن تكون عليه حياة غلام حينها! بالنسبة لي أدرك تماما أن تلك الرحلة وما تضمنته من مراحل قد ساهمت بإنتاج شخصية أصيلة ترمز للعطاء والرحمة، فما سعى إليه ونجح بتحقيقه جعله مِن أشهر من يقوم بتقديم العلاج المجاني للمحتاجين في دياره، وإنها لنتيجة عظيمة اختزلت كل ذاك العمر، كانت بدايته مُبادرة تقدم بها أحدهم عن طريق (قطر الخيرية). ثم ماذا؟ هناك الكثير من القصص الرائعة التي تترجم معنى الصمود أمام التحديات الصعبة، وما يقابلها من إصرار ينبع من أعماق أصحابها وتربت على كتفه (قطر الخيرية) ومن يندرج تحت مظلتها، ويحرص بمشاركته على تغيير مسار الحياة والاتجاه بها نحو محطات أفضل بكثير. إن ما يجرني نحوه ويجبرني على التطرق إليه هو، التذكير بأهمية صناعة المعروف، والتفكير بكل صنيع نتقدم به دون أن نقلل من حجمه، فما يبدأ صغيرا لابد له وأن يكبر، كما هو الحال مع قصة الطبيب «غلام زكريا»، الذي نجح في حياته بفضل الله ومن ثم ما طل عليه من معروف، تطرقت إليه في مقالي لهذا اليوم، ووصل بنا إلى نهاية لابد منها، وهي أن المعروف أيا كان شكله وتغير مُسماه يظل معروفا يسهم في كتابة العديد من قصص النجاح، التي تُغير المجتمع وتحوله لمكان أفضل. أحبتي: إن هذه المساحة لن تفي بالغرض، فما تقدمه (قطر الخيرية) أكبر بكثير، وهو ما يُمكنكم التعرف عليه من خلال الاطلاع على كل ما يتعلق بها من جهود هدفها الأول والأخير التصدي لأهم التحديات الإنسانية التي تواجهها الشعوب الفقيرة والمحتاجة عبر العالم. البطولة المطلقة لا أستطيع إنهاء هذه الكلمات دون أن تحظى بنصيبك منها يا عزيزي فإليك: للمعروف العديد من الأشكال، والشكل الذي يليق بك هو ذاك، الذي تستطيع من خلاله المشاركة بكتابة قصة نجاح ستحظى بدور البطولة المطلقة فيها متى بادرت بما لديك، وعليه بادر بفعل الخير ومساعدة الغير وسترى الكثير، وحتى حين فليوفقك الله.