12 سبتمبر 2025

تسجيل

فوضى التهاني

31 أكتوبر 2012

مع زحمة العيد وكثرة انشغالاتنا فيه إلا أن قلبي معلق في هذا الشباك، وتفكيري يحن دائماً إلى الوقوف على مساحته البيضاء التي تغريني بشعور جميل يدفعني لأن أكون مخلصة ووفية له، لذا ربما قد أميل في أسلوبي الكتابي إلى مخاطبة النفس البشرية، كونها هي المحفز للعطاء بمختلف أشكاله واتجاهاته، وربما هي الإنسانية بمفهومها العظيم التي تحركني دائماً لملامسة الجدران القاسية. اليوم وبعد ان انقضت أيام العيد بجمالها ولذتها، تبادر إلى ذهني مع كثرة الرسائل الهاتفية والالكترونية المهنئة بالعيد، هل التهنئة في المناسبات واجب اجتماعي أم خلقي؟، وإذا كان هذا، ألا تقتل العادة الشعور الحقيقي بها؟!! أليست رسائل sms هي نتيجة لذلك التعود؟ أم أنها صورة حديثة لمجتمع حديث، لا يمتلك الوقت للمجاملة؟ أليس منا الكثير لديه قائمة طويلة من الأسماء في هاتفه قد لا يتواصل مع أغلبها دائماً، ويود التواصل مع الجميع بسرعة واختصار؟ هل نحن مضطرون لأن نجامل الكثير من الناس دون متعة حقيقية بما نقوم به أو حب؟، قد تختلف الإجابات بيننا ولكني أعتقد أن المناسبات فرصة للتعبير عن مشاعر الود والتقدير والحب والاعتذار للغياب، ولكن من البغيض جداً أن تموت المشاعر في رسالة الكترونية أو لاسلكية محملة بجمل مرتبة ومذيلة بالاسم، من المحزن ألا تتصافح المشاعر في مثل هذه الأوقات وتموت في رسائل بريدية مؤطرة، نحن لسنا مضطرين أن نجامل من أجل الواجب أو المظهر الاجتماعي ولكن يفترض أن نعطي وأن نتنازل من أجل بقاء الحب الإنساني الذي بدأ يتداعى تحت عجلة السرعة، من أجل الشعور بالقيمة المعنوية للمناسبة وبالشخص الذي نهنئ وأنه يعني لنا الكثير. إن التهاني وسيلة جميلة لابد أن تحتفظ بخصائصها التعبيرية معنوياً ولغوياً وجسدياً، وهي نتيجة لخلق جيد، ربانا عليه ديننا الحنيف الذي علمنا أن نبارك وأن نتواصل بالأرحام، ويجب ألا تتحول مع كبرنا في العمر إلى عادة يفرضها علينا بروتوكول نوع المناسبة، يجب أن نستشعر هذه اللحظات، وندعمها بعطاء، وتواصل حقيقي مبني على الحب بالدرجة الأولى. اليوم تصفحت بريدي الهاتفي وتيقنت أنني كنت اسماً ضمن قائمة الأسامي أصاب الهاتف في الوصول إلي ليس إلا، اعترف أنني لم أسعد بها، ولم أرد على أي منها، وبالأخص من أولئك الذين يعنون لي شيء ما في حياتي، لكن للأسف وصلت الفوضى إلى أفراحنا وأحزاننا، فاختلطت المجاملة بالواجب بالضرورة بالمصلحة وغيرها، حتى فقدنا طعم الصدق فيها. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. ربما كبرنا على مشاعر الطفولة والفرح ودخلنا في دوامة روتينية فرضت على البعض منا تقليدية التعبير، ولكن دائماً القلوب المحبة، تعرف كيف تصل إلى أقصى مدى، وكم أتمنى أن يبقى الحب هو الذي يجمعنا وليس الواجب. مع وردة بيضاء.. بكل حب وصدق كل عام وأنتم بخير