12 سبتمبر 2025

تسجيل

فرصة انطلاق

02 يناير 2014

جدول مزدحم، مواعيد متتالية، مجاملات اجتماعية ضرورية. تتكدس قوائمنا بمهام لا تنتهي، وبين الحين والآخر ننتظر (فكة) صغيرة نخطط فيها للاسترخاء والعودة إلى أنفسنا، إلى ما نحب القيام به، ولكن الاستراحات الزمنية القصيرة تكشف لنا في أحيان كثيرة عجزنا عن الاستمتاع بوقتنا كما نحب، إذ إن مشاعرنا تبلدت بحجم الجدية والمسؤوليات الحياتية المهمة، فالذاكرة تختزن ما يرهقها وتنعكس بقوة على رغبتنا الحقيقية في الاسترخاء والانفصال عن الضجيج. بقسوة الواقع الذي يجبرنا على اللهاث خلف توفير مقومات الحياة الجيدة، نقف عاجزين عن المضي في اقتناص حقنا للراحة واخراج تراكمات مهنية واجتماعية متعبة، لا نستطيع الانفصال عنها، فهي ملتصقة في أذهاننا في خطواتنا في أصابعنا في كل شيء يحركنا.. تعقيدات أكبر من كل الاحلام التي تراودنا في كل صباح يأتي ومع هذا نستمر بالمسير واللحاق بالشمس، نستمر بتأدية واجباتنا والتزاماتنا، بالظهور بالشكل اللائق اجتماعياً. في غفلة من هذا كله تسقط لحظة صعبة لحاجة ملحّة بالتحليق بعيداً وترك كل شيء واللجوء إلى أي مكان إلى أي زمن ينتشلنا من خضم الازدحام ومواجهة حقيقة الحياة وفرصها الضائعة.. هذه اللحظة قادرة على قتل آمالنا وإعادة تدويرها بشكل سلبي وغير مُجد، إذ تجد نفسك محملا بواقع اللا خلاص.. ربما قد لا يمر الكثير بهذا الشعور ولكن هناك من يعرفه وبالأخص أولئك الذين ليس لديهم فرصة سوى الاستمرار والاستمرار في إكمال الحياة، أولئك الذين يمتلكون حساً عالياً بالمسؤولية. المؤلم أن أجملنا يختفي ويتلاشى فنفقد بلا إدراك ما نحب من قدرات وابداعات موجودة فينا، لأننا لم نجد الفرصة المناسبة لممارستها أو اخراجها بشكلها الصحيح.. أكثر الأوقات التي نحصل عليها نخصصها بلا شعور إلى الترفيه وقضاء حاجياتنا التي تأتي في المركز الثاني، بينما الأوقات الخاصة بنا تضيع مع ضياع الساعات والأيام ونمضي ونحن نحاول التخلص من إرهاق يتلوه إرهاق.. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. إحساسك بالمسؤولية لا يعني أن تلغي نفسك، وتنسى أنك إنسان ومن حقك أن تمارس إنسانيتك وتطلق قدراتها.