11 سبتمبر 2025

تسجيل

إيجابيات كأس العالم على المجتمع القطري

31 أغسطس 2022

أثناء مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في أعمال قمة الأمم المتحدة للعمل من أجل المناخ 2019، التي عقدت بمقر المنظمة في نيويورك، ألقى سموه كلمة جاء فيها" بصفتنا دولة مستضيفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، ملتزمون بتنظيم بطولة صديقة للبيئة وأول بطولة "محايدة الكربون" عبر استخدام تكنولوجيا تبريد وإضاءة موفرة للطاقة والمياه. كأس العالم والقطاع السياحي طفرة كبيرة يعيشها القطاع السياحي في بلادنا خلال السنوات الأخيرة، بعدما حقق معدلات نمو ملحوظة سواء على مستوى عدد الزائرين لقطر، أو على مستوى النهوض وتطوير البنية التحتية وحوكمة القطاع السياحي بما يحقق التنوع الاقتصادي في البلاد. أحدث الإحصائيات الصادرة عن جهاز التخطيط والإحصاء القطري، أظهرت بلوغ عدد زوار قطر خلال شهر يونيو من العام 2021م أكثر من 145 ألفا و600 زائر، لتسجل نموا نسبته 499.5%، مقارنة بنحو 24 ألفا و200 زائر في الشهر ذاته من نفس العام. ولاقتراب موعد نهائيات كأس العالم لكرة القدم الأثر الكبير في ارتفاع أعداد الزائرين إلى دولة قطر ويجعل من الدوحة واحدة من أشهر وأسرع الوجهات السياحية نموا، لما تمتلكه من منظومة فندقية بعلامات تجارية عالمية ومتاحف متنوعة وأسواق تراثية وعصرية، فضلا عن بنية تحتية متميزة في قطاع الطرق، إضافة إلى مطار حديث يحتل المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشركة طيران من فئة 5 نجوم، وباتت هدفا لأي سائح في العالم للتعرف عليها، سواء في الوقت الحالي أو خلال فترة المونديال. وفرصة استضافة المونديال من الفرص التي لا تأتي في العمر كثيراً، إذ ستستضيف قطر سياحا من كافة أنحاء العالم، ولذلك يجب على المسؤولين في قطاع السياحة استغلال هذه الفرصة والبناء عليها من أجل جعل قطر إحدى الوجهات السياحية المميزة سواء في منطقة الشرق الأوسط أو العالم. مما يساهم ويدعم الدولة في بناء قطاع سياحي حيوي ومستدام بما يتيح له اجتذاب ملايين الزوار سنويًا لتحقيق احد محاور رؤية قطر الوطنية بحلول عام 2030، فضلا عن تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية مرموقة. كأس العالم وعادات وتقاليد المجتمع كان قد أثير جدل واسع في أوروبا ودول العالم قبل أشهر حول قوانين قطر في بعض الحريات الشخصية، ولكن زالت كثير من هذه المخاوف بعد التصريحات الرسمية من قبل القيادة العليا للدولة والمسؤولين المختصين بتنظيم بطولة كأس العالم وطمأنة الراغبين في القدوم للبلاد بعد التأكيد بأن دولتنا مضيافة وبنفس الوقت دولة محافظة، وتحترم عادات وتقاليد الشعوب بمختلف هوياتها وتأكيد المسؤولين بأن الدولة ستوفر لهم سبل الراحة وكل ما تحتاجه هذه الشعوب في الأماكن المخصصة لذلك دون تأثير على العادات والقوانين المحلية، ومثل ما ستحترم قطر عادات وتقاليد الضيوف من الدول المختلفة أيضا نحن نعتقد أن من واجب الضيوف والزوار أثناء كأس العالم احترام عاداتنا وتقاليدنا في المنطقة. كأس العالم وإستراتيجية التنمية الوطنية في وقت تستعد قطر لاستضافة احد أكثر الأحداث ترقباً في العالم، في منطقة تثير فيها هذه اللعبة الشغف والحماسة لدى مئات الملايين من الشباب، ستساهم إستراتيجية التنمية الوطنية في جهود قطر لجعل كأس العالم لكرة القدم هذا العام الذي سيلقى نجاحاً مدوياً، وذلك من خلال تركيز الدولة على مجالات كالرياضة، والبنى التحتية، والرعاية الصحية، والثقافة، والسلامة العامة والأمن، والبيئة، مما يساعد استراتيجية التنمية الوطنية على الاستعداد بشكل كامل للاستحقاق الذي ينتظره كل قطري وعربي وهاوٍ للرياضة في أنحاء العالم كافة. وفي ظل التوجيهات القطرية الحكيمة والتزام جميع القطريين ودعمهم، ستتيح إستراتيجية التنمية الوطنية إظهار قدرة قطر وطاقتها على تنظيم حدث يبقى راسخاً في أذهان الناس عقوداً طويلة. كسرة أخيرة يرى الكثير بأن استضافة بلادنا بطولة كأس العالم قطر 2022، ستسهم في إحداث تغيير إيجابي بحياة الأفراد والمجتمعات حول العالم ويستفيد منه الشباب القطري بشكل مباشر، وظهور العديد من البرامج والمبادرات الايجابية مثل برنامج "الجيل المبهر" المنبثق عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومثل هذا البرنامج الذي يهدف لتسخير قوة كرة القدم والرياضة لتغيير حياة الناس للأفضل، حتى بعد إسدال الستار على منافسات كأس العالم، والذي انطلق في العام 2010م نجح في الوصول إلى أكثر من 725 ألف مستفيد حول العالم، كما يستهدف إحداث تأثير إيجابي في حياة مليون شخص حتى نهاية العام. كما يسهم البرنامج في إكساب المشاركين مهارات حياتية أساسية، مثل التواصل الفعال، والقيادة الناجحة، وأهمية العمل الجماعي، إضافة إلى تناول قضايا هامة من بينها عدم المساواة بين الجنسين، والإقصاء، والتنمّر، والتغير المناخي. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية ‏[email protected]