الرزق الحلال

أكلت العسل وتذوقت حلاوته، ولكن لم أجد أحلى ولا أطعم ولا ألذ من الرزق الحلال الطيب، الذي يسأل الناس رب العالمين جل شأنه وتنزه عن كل نقص عنه، فهو به تطيب النفوس وتحل البركة في المال والعيال والزوجات، وهو مُقدر عند رب العالمين يؤجر الناس عليه ويحسون بالراحة والطمأنينة وبطعم السعادة في حياتهم، وإذا دعوا رب العالمين استجاب لهم، فمأكلهم ومشربهم وملبسهم من طريق حلال ويُحفظون في صحة الأبدان وقد لا تحل بهم الكُرب والمصائب أو تكون هينة لينة إذا أصابتهم. أما الرزق الذي مصدره الحرام، والذي أسأل الله أن يبعدني وإياكم عنه ويجنبنا عواديه الوعرة الموحشة المظلمة المهلكة، فهو ساحق ماحق للبركة في المال والولد والزوجات، ولا يجلب لصاحبه إلا المصائب والكرب والأمراض، ويبقى أثره ممتداً في ذريته ربما أجيالاً وأجيال، والبعض والعياذ بالله شهيته مفتوحة لأكل الحرام وضميره معطل خارج التغطية ولا عنده مانع أن يخون الأمانة ويختلس ويسرق ويأكل حقوق الآخرين. وكم سمعنا قصصاً كثيرة عنهم بسبب أكل الحرام فقدوا بسببها أغلى ما يملكون من ولد وأملاك، وافتضح أمرهم وأصبحت سيَّرهم على كل لسان! والبعض لا يرضى بما قسمه الله له من رزق ويريد أن يُصبح ثرياً في ليلة وضحاها، وليست مهمة الطريقة كانت حلالاً أم حراماً المهم أن يكون ثرياً بحجة تأمين مستقبله ومستقبل أبنائه ويتحمل وزر ذلك أمام الله وأمام المجتمع!، ف والله إنا نشفق على أمثال هؤلاء من الذين يعتقدون بأنهم أذكياء وهم أشد غباء من غيرهم فهم يتحملون كل هذا الإثم من أجل الآخرين ليتركوا لهم ثروات ضخمة!. والبعض يعتقدون ولديهم تصور بأن مال الدولة أو المال العام مهدور دمه ومباح، وإن سنحت لك الفرصة ووجدت لك غارباً عليه الحبل فخذ الجمل بما حمل أو الجمال بما حملت، ويكون لديك تصور بأن الكثيرين أخذوا الكثير ولم يطلهم لا حساب ولا عقاب، فهذا للأسف التصور الراسخ عند بعض ضعاف النفوس متجاهلين عقاب الآخرة الذي لا يُطاق ولا يحتمل. وآخر الكلام من يسرق المال العام ماذا نسميه هل هو خائن للأوطان أم ماذا فبعض الأوطان لا تستحق إلا الوفاء لها والمحافظة على ممتلكاتها ومقدراتها والتي هي في الأصل ملك للجميع وانعكاساتها عمت بالخير على الجميع، والأمر المستغرب كيف يتجمع أكلة المال العام بهذه الكيفية والعدد الكبير دون أن يشعر بهم أحد طول هذه السنين، وهم يسرقون مال الدول بطرق احترافية كعصابات المافيا؟ لكن من المسلمات لابد أن يفضح الله أمرهم ولو طالت بهم الأيام. [email protected]