11 سبتمبر 2025
تسجيلكرست قطر نفسها منذ زمن طويل للسلام حتى أصبحت شعلة سلام لا تنطفئ وتنير دروب ظلمة الخلافات الحالكة بنور المصالحات والوئام وتحقيق انفراجات في مختلف النزاعات بما فيها المعقدة منها وتفك عقدها عقدة عقدة لما لها من مصداقية وكفاءة ونزاهة في هذا المجال ولها قبول عالمي واسع النطاق في التوسط بالخير لمصلحة الجميع في العالم!! وتسكب ماء خبرتها المتراكمة في مجال السلام على مختلف نيران الخلافات لكي تطفئها أو تخفف من وطأتها كذلك من ضمن صفاتها بأنها تقف مع الشعوب المظلومة لكي تنال حقوقها المشروعة والمسلوبة بالطرق السلمية التي تُعطي كل ذي حقٍ حقه بعيداً عن العنف والتهور. ففي هذه الأزمة الكارثية العظيمة والذي بلغ فيها الإجرام الإسرائيلي مبلغا لم يبلغ مثله أحد من قبل ولم تعرف البشرية في مختلف عصورها قصصا كقصصه البشعة والمرعبة والتي جرت أحداثها على شعب وأرض فلسطين والذي شاح الضمير العالمي بوجهه عنها وترك الحبل على الغارب لكي تفعل إسرائيل بالشعب الفلسطيني ما يحلو لها. وفوق كل هذا منحتها وسائل مواصلة هذه الإبادة واسعة النطاق على البشر والشجر والحجر وتلوث الهواء والماء وتمنع الدواء والغذاء حتى ضاقت أرض غزة والضفة بالجثث وبالمصابين وبلغت الأعداد أرقاما مفزعة كفيلة بأن يضع العالم المتفرج حداً لها ولا يكتفي بالعبارات المخملية التي تنادي بوقف هذه الجريمة ولكن بصوت مخفوت لا يسمعه أحد. ونحن نرى كل ما لاحت فرص للسلام وتحقيق وقف حقيقي لإطلاق النار ووقف هذه الكارثة يتم تخريبها إما بالكذب والمراوغة أو ارتكاب أفعال متهورة وغير مسؤولة لتعقيد شروط وقف إطلاق النار وتضيّع الفرصة تلو الأُخرى؟؟ وآخر هذه الحماقات قتل الشهيد «هنية» رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وهو ضيف حل على إيران مما زاد المسألة تعقيداً وتصعيداً وربما جر المنطقة إلى حرب إقليمية أو أكبر من ذلك وخلط الأوراق ولتوريط أمريكا وحلفائها أكثر مما هم فيه من عقدة الذنب وهذا ما تريده الحكومة الإسرائيلية بالضبط وتسعى إليه. وكعادتها قطر ظلت وفيّه للمظلومين فمثلما استضافت السيد «هنية» على أرضها من أجل مفاوضات السلام ها هي تحتضن جثمانه في أرضها. فإكرام الميت دفنه والواجب والدين يقول ذلك وأنا يشرفني ذلك كونه مدفونا في قطر وهو كان بين أهله حياً أو ميتاً فـ بقتله إسرائيل فوتت فرصة للسلام الذي ينشده الجميع نظراً لعقلانية الشهيد «هنية» وحرصه الشديد على الشعب الفلسطيني بأن يعيش بسلام في وطن كباقي شعوب الأرض يحلم بحاضر جميل ومستقبل مزدهر وردي بعيداً عن الاحتلال وسياسة التنكيل والتضييق والقتل والتي تمارس عليه منذ أكثر من سبعين سنة فمن يصبر على ذلك من؟ أفيدونا بالله عليكم.