09 سبتمبر 2025
تسجيلبرغم أن الاحتلال لم يكن في يوم من الأيام حلما جميلا بل كان كابوسا مُفزعا يجثم على صدور الدول لدرجة الاختناق ويسرق ويستولي على كل شيء ويترك لهذه الأوطان المعاناة الشديدة في جميع النواحي ولا يزول من تلقاء نفسه أو سلمياً بل بمقاومته بشتى الوسائل؟؟ وكم قدمت الشعوب من تضحيات جسام ودفعت في سبيل ذلك فواتير مُكلفة وباهظة الثمن على جميع الأصعدة؟؟ وحتى المحتل هو الآخر دفع الكثير في سبيل بقائه في هذه الدول والبعض فضل الهروب بسبب المقاومة الشديدة له بعد أن بلغت خسائره الكثير؟ وبرغم أن الدول التي نراها اليوم تقف مع الاحتلال الإسرائيلي لكي يُنفذ كل مخططاته في ابتلاع فلسطين كاملة وفي تهجير أهلها إلى خارجها والاستيلاء على ثرواتها المعدنية الكبيرة في أعماق بحارها؟ كذلك فعلت بدول عربية وبغيرها ما يشبه ما تفعله إسرائيل هذه الأيام بأهل غزة والضفة إلا أنه ولربما فاقتهم بإجرامها؟! وبرغم ذلك لم ترافقهم عقدة الذنب الكبير الذي اقترفوه فيما مضى وتذكرهم بتلك المآسي التي تسببوا بها لكثير من الشعوب؟! والظاهر أنهم حنوا لتلك المرحلة المظلمة والسوداء في تاريخهم من خلال ما تفعله إسرائيل من إبادة جماعية للفلسطينيين تحت مرآهم ومسمعهم؟! وقد عطلوا جميع الهيئات القانونية الأممية التي بيدها وقف كل هذا الذي نراه اليوم حتى أصبحت فارغة من محتواها كما نقول لا تهش ولا تنش حالها كحال جامعتنا العربية التي تخلت عن دورها وأصبحت كالبقرة المُسنة التي ليس بها نقطة حليب واحدة وتجلس في الظل لا تستطيع حتى تكش بذيلها الذباب الذي يقع عليها والبراغيث فهي عالة موتها أفضل من حياتها. وآخر الكلام الذي لا نفهمه بأن هذه الدول من جهة تريد تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة ومن جهة تدعم إسرائيل بمختلف أدوات القتل وبالدعم اللا محدود الاقتصادي والسياسي والأمني؟! وتحشد الأساطيل من أجل الدفاع عنها وتسمي كل ما يفعلونه بالشعب الفلسطيني دفاعا عن النفس وما يفعله المقاومون بالدفاع عن أرضهم وعرضهم ومقاومتهم للاحتلال بأنه إرهاب فكم هو ميزانهم مختل ليس فيه شيء من العدالة؟!