16 سبتمبر 2025

تسجيل

فقاعات

31 يوليو 2022

منذ أن أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا عن منح قطر شرف استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في الثاني من ديسمبر عام 2010 وتحولت قطر لورشة عمل في كل مناطقها لتكون جاهزة للحدث الأهم في منطقة الشرق الاوسط والدول العربية تحديداً، وخلال السنوات الماضية تم إنجاز العديد من مشاريع البُنية التحتية لقطر ولعل أبرزها مشروع المترو الذي يربط مناطق ومدن الدوحة ببعضها في طريق يختصر المسافات، ناهيك عن الملاعب الضخمة التي تم تنفيذها وعددها ثمانية مجهزين بنظام التبريد وصديقة للبيئة، وقد تفاوت عدد العمال الذين عملوا على المنشآت الرياضية خلال هذه السنوات ووصل عددهم ما يقارب الـ 36 ألف عامل معظمهم من الهند، بنغلاديش والنيبال، تم توفير سبل الأمان لهم خلال عمليات الإنشاء وذلك لأن صحة وسلامة العمال في قائمة أولويات اللجنة العليا للمشاريع والإرث والتي تعمل مع الفيفا، ولم يتجاوز معدل الحوادث خلال هذه الفترة 0.03 وهو أقل معدل مسجل في مشاريع دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، ورغم كل ما قدمته قطر لضمان سلامة العمال وتوفير فرص عمل لهم، وتوفير بيئة مناسبة لهم إلاّ أنه وطوال هذه السنوات أشغل هذا الموضوع الرأي العام العالمي ونجد كثيرا من التقارير غير الدقيقة تنتشر عن عدد الضحايا أو الإصابات للعمال وعن عدم حصولهم على حقوقهم الإنسانية وكل ذلك لتشويه سمعة قطر ولمحاولة تعطيل عملية سير العمل وإنجاز المشاريع لتكون جاهزة في وقتها المحدد، وخصصت صحف وقنوات غربية مساحات وتقارير مغلوطة عن هذا الموضوع بل وحاولوا الضغط على الفيفا لسحب ملف الاستضافة من قطر، ودول كثيرة حاولت مرارًا وتكراراً العمل على تعطيل مسيرة التقدم، ودفعت أموالًا طائلة لنشر تلك التقارير التي تشوه صورة قطر وتظهرها وكأنها مقبرة للعمال في الوقت الذي أقّرت قطر كثيرا من القوانين التي تصب في مصلحة الوافد ولعل أهمها إلغاء نظام الكفالة من قانون العمل انتفع منه ما يقارب مليوني عامل أجنبي، وقد تدخلت المنظمات الحقوقية في هذا الموضوع وأجروا زيارات ميدانية ووقعوا مع قطر اتفاقيات تضمن حقوق العمال تضمن الحصول على الأجور وضمان سلامة العمُال بتحديد ساعات العمل خاصة في النهار وتحت الشمس وفعلاً نجد أن وزارة العمل ولجنة حقوق الانسان عملت بجهد على هذا الموضوع وسنت العديد من القوانين التي تضمن حقوق العمال ومنها تحديد الحد الادنى للأجور، وإلغاء شهادة عدم الممانعة، وإلغاء تصاريح الخروج، الحماية من الإجهاد الحراري وغيرها من القرارات التي اتخذتها قطر للمحافظة على حقوق العاملين في قطر والذين يحظون باهتمام بالغ الأهمية من الدولة لما قدموا ويقدمونه من خدمات في نهضة البلد. وحاولت بعض الدول والمنظمات خلال السنوات الماضية إثارة هذا الموضوع كل فترة لكسب التأييد الشعبي ولعرقلة سير العمل على المنشآت الرياضية وحاولت رصد وإعلان عدد الوفيات في تلك المشاريع إلاّ أننا لو فكرنا فإن الموت علينا حق وأن أي إنسان معرض في اي لحظة للموت مهما كانت طبيعة عمله، فكم من الأرواح حُصدت على المشاريع في الدول الغربية، وكم من حوادث قتل وعنصرية الاعراق والأديان يتعرض لها الكثير في الدول الغربية ولا يتم تسليط الضوء عليها كما احتلت قضية عمال قطر الاهتمام من الرأي العالمي، كم من دولة أوروبية تستغل العمال من آسيا آو تعامل العاملين من أوروربا الشرقية بعنصرية ودونية، وكم حادثة انتهاك للحقوق والقتل نسمع عنها بشكل يومي في معظم الدول الغربية حيث ما زال يعاني السود من عنصرية في التعامل ويتعرض بعضهم للقتل دون وجه حق وتقف الحكومات صامتة عن سن قوانين واضحة تحفظ حقوق الملونين في أعراقهم والمختلفين دينياً لاسيما المسلمين، فمثل هذه القصص المتكررة أولى بأن تُسلط المنظمات الحقوقية اهتماماتها لضمان الحقوق الإنسانية لحرية الاعتقاد والدين للمحجبات والسود والمختلطة عروقهم لأنها قضية دائمة ومستمرة وتعاني منها شريحة كبيرة في المجتمعات الغربية كافة. •صادفت إحداهن في سويسرا البلد الاكثر أماناً وسلاماً، وأُصبت بالإحباط عندما أخبرتها أنني من قطر فقالت لي إنها قرأت تقارير تفيد سوء معاملة العمال الذين عملوا على تجهيزات ملاعب كأس العالم وحاولتُ جاهدة تغيير تلك الفكرة السلبية، وبيان الحقيقة لها وأن ليس كل ما يتم تناقله في شبكات التواصل الاجتماعي صحيحاً، وأعتقد أن هنا يأتي دورنا للعمل بجهود أكثر على نشر الإنجازات القطرية في هذا الموضوع تحديداً في وسائل الإعلام الغربية عن طريق سفاراتنا في الخارج ومحاولة الرد على تلك الاتهامات الباطلة التي تظهر قطر بشكل سلبي. •لم يتبق إلا أشهر معدودة وتُبهر قطر العالم باستضافة كأس العالم وستكون كل تلك التقارير مجرد فقاعات من الماضي وسيظل العالم يتحدث عن الإنجازات فقط. ‏[email protected] ‏@Amalabdulmalik