تطورات العراق

تتصاعد التطورات الجارية في العراق، بسبب الأزمة السياسية هناك، حيث جرى تعليق عقد جلسات مجلس النواب العراقي (البرلمان) حتى إشعار آخر، في أعقاب اقتحام متظاهرين عراقيين، مبنى البرلمان للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع والإعلان عن اعتصام مفتوح هناك، رفضاً لترشيح السيد محمد شياع السوداني لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث مرت أكثر من 10 أشهر على الانتخابات التشريعية في العراق، ولا تزال الكثير من التعقيدات تحيط بمسار العملية السياسية، في ظل العجز عن انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة. الظرف الدقيق الذي يمر به العراق يستدعي من القادة السياسيين من مختلف المكونات النهوض بمسؤولياتهم إزاء تدارك الأزمة الراهنة والعمل على الحيلولة دون أي تصعيد، يكون الخاسر فيه الجميع، ولعل الخطوة الأولى لتجنب ذلك، تبدأ باستدعاء الحكمة العراقية وبذل كل جهد ممكن للتهدئة وخفض التصعيد. وحسنا أن بدأت الأصوات تتعالى والدعوات تتصاعد لضبط النفس والتهدئة والتحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية وتغليب لغة العقل والحوار في هذا الوقت الصعب والحساس، إذ إن طبيعة الأزمة في جوهرها سياسي، وهو ما يتطلب أن يتوجه القادة نحو إيجاد حل سياسي لها عبر حوار وطني صادق يقدم فيه الجميع تنازلات متبادلة من أجل العراق، ومن أجل معالجة جذور الأزمة بما يحافظ على وحدة العراق والعراقيين ويؤدي إلى العبور بالبلاد إلى بر الأمن، ويحقق في الوقت نفسه مطالب الشعب ومصالحه. إن المسؤولية الوطنية المشتركة، ترتب على القادة العراقيين مسؤولية تجنيب بلادهم الانزلاق إلى فتنة قد تعصف بأمنه واستقراره، والعمل من أجل حفظ السلم الأهلي وحماية مصالح الشعب من خلال التفاهم على حلول عنوانها المصلحة الوطنية للعراق وشعبه.