22 سبتمبر 2025

تسجيل

تناقضات الإمارات

31 يوليو 2019

تمارس الإمارات سياسة متناقضة، لا تراعي القواعد في العلاقات بين الدول أو حسن الجوار، وباتت تهدد الاستقرار والأمن في المنطقة، بتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول، فضلاً عن مشاركتها في الحصار الجائر على قطر، الذي رفضته الدول المحبة للسلام، والمنظمات الدولية والإقليمية، والذي نتجت عنه انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبتها دول الحصار. تجلى التناقض الصارخ لأبوظبي، في مطالبتها لقطر بخفض تمثيلها الدبلوماسي مع إيران، بينما ترسل الوفود إلى طهران فيما تستقبل الرياض وفوداً إيرانية، الأمر الذي يسقط تماما المطلب الأول لدول الحصار، وغاب عن أبوظبي أن الجوار الجغرافي يحكم العلاقات مع طهران، وأن التنسيق الجماعي يضمن الأمن الإقليمي وهو ما تسعى إليه أبوظبي الآن بزيارة وفدها إلى طهران. المفارقة أن العلاقة مع إيران تهمة ساقها الرباعي لتبرير الحصار على قطر، لتأتي الخطوة الإماراتية "اليوم" لتؤكد صحة رؤية قطر بأن علاقات الجوار مع طهران تعزز المصالح المشتركة وتضمن استقرار المنطقة وحرية وأمن الملاحة في الخليج. لم تحفظ الإمارات علاقات حسن الجوار، بل هتكت اللحمة الخليجية، وهددت وحدة مجلس التعاون، وتورطت في حرب اليمن التي خلفت أكبر مأساة إنسانية في العالم ولم تعد منسجمة مع محيطها الخليجي والعربي، ولم تضع في اعتبارها أن علاقات حسن الجوار مع إيران تضمن الاستقرار ومصالح الشعوب وتجنبها الحرب.  متى تدرك الإمارات، أن استقرار منطقة الخليج ينبغي أن يكون هدفاً إستراتيجياً ؟ وأن العالم ينظر إلى هذه المنطقة على أنها ركيزة الأمن والسلم الدوليين، نظراً لما تتمتع به من موارد، في مقدمتها الطاقة، وقبل ذلك كله فإن أمن الخليج مسؤولية دوله.