17 سبتمبر 2025
تسجيلتحول عدوان الاحتلال الإسرائيلي إلى ضرب من الجنون والوحشية تهدر فيه آلة القتل دماء الأبرياء في مأمن من العقاب بعد هذا الصمت المخجل من جانب المجتمع الدولي ومنظماته الدولية .وبعد أن ارتكبت مذبحة جديدة هي الثانية لها داخل مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، تأوي مئات النازحين الفلسطينيين الذين فروا بسبب عدوانها الوحشي المتواصل المتواصل على القطاع، أعلنت إسرائيل عن "تهدئة إنسانية" أمس لأربع ساعات، هي أبعد ماتكون عن الإنسانية، حيث لم تعط أمانا لسكان القطاع بالخروج للملمة أشلاء ضحاياهم، ولا للبحث عن مأوى بعد أن كثفت نيرانها التي تحاصر بها المدنيين برا وبحرا وجوا.جريمة إسرائيل الجديدة، دليل دامغ آخر، على البعد الجنائي الدولي لهذه الجريمة، التي جاءت آخر إداناتها من الصليب الأحمر الألماني أمس، حيث أكد انتهاك اسرائيل للقانون الدولي خلال هذه الحرب، التي سيصبح جراءها وبتأكيد من المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بيير كرينبول "عشرات آلاف الفلسطينيين قريبا في شوارع غزة، من دون طعام ولا ماء أو مأوى"، فيما تشير الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن نحو 240 ألف فلسطيني فروا من منازلهم حتى الآن، وباتت حصيلة الشهداء تقارب الـ 1400 أغلبهم من النساء والأطفال.إسرائيل ستدفع ثمن عدوانها على غزة وإن طال الزمن، فخسائرها الاقتصادية في تزايد، حيث كشفت صحيفة "هآرتس" أن 30% من العاملين في مناطق ووسط إسرائيل، عادوا إلى العمل في المصانع والمؤسسات داخل ملاجيء أقيمت خصيصاً للعمل في أوقات الحروب، وقالت الإذاعة الإسرائيلية، إن أكثر من 70% من المؤسسات والمصانع والمزارع، ما تزال متوقفة عن العمل منذ أكثر من 20 يوماً، ما يعني أن الناتج المحلي في تلك المناطق قد توقف لتلك الفترة.أما الكلفة السياسة للعدوان فهي أغلى ثمنا، وما "التهدئة الإسرائيلية" المعلنة، تماما كقبولها للمبادرة المصرية، إلا مناورات للاستهلاك الإعلامي، والاستغلال الدولي، حيث تقدم من خلالها رسائل باطلة ومكشوفة للعالم، بأن لدى هذه الحكومة رغبة في السلام، وهي أبعد ماتكون عن ذلك. وهذه حقيقة باتت معروفة للجميع، وأصبحت بسببها إسرائيل دولة معزولة، دفعت ثمن جريمتها غاليا، كان آخر ذلك إقدام كل من جمهوريات السلفادور وبيرو وتشيلي على سحب سفرائها من تل أبيب احتجاجا على هذا العدوان، فشكرا لهم.