14 سبتمبر 2025
تسجيلالقضية الفلسطينية بالتأكيد تراجعت في الاجندة العربية والدولية، وغدا الجميع مشغولاً في اجندته الخاصة. والصراعات لم تعد مقتصرة على الاعداء في الخارج بل متمثلة في تصفية ابناء الوطن، الاصدقاء والخصوم والفرقاء السياسيين في عصر الربيع العربي في تونس ومصر وسوريا بالتحديد!. ما الذي يستطيع أن يفعله محمود عباس في خطوته الاخيرة التي بدأت قبل عدة ايام لاستئناف المفاوضات مع الإسرائيليين في ظل موقف حماس الرافض، وتصلب اليمين المتشدد في تل أبيب، والعنصرية الاسرائيلية التي لا تعترف بوجود حقوق للفلسطينيين، والعراقيل والعقبات الدولية أمام إحياء العملية السلمية؟!اللعبة القذرة، على المبادرة التي انطلقت بمباركة من البيت الابيض، تمثلت في رد "نتنياهو" باقتراح قديم جديد بالاستفتاء على مبادرة السلام، وهي تهدف الى إخضاع أي مبادرة دبلوماسية، أو اتفاقية سلام مع الفلسطينيين لاستفتاء شعبي قبل المصادقة عليها؟! وهي تتماهى مع خطوات مماثلة تسعى، لتحويل قوانين موجودة أصلاً الى استفتاء، وعلى تقديم أي تنازل على الأرض سواء في القدس الشرقية، أو الضفة الغربية، أو الجولان من قبل. وهي جميعها خطوات تهدف لمنع الوصول الى اي اتفاق حقيقي مع العرب وقضيتهم الاكبر. صحيفة "هآرتس" تؤكد أن المفاوضات المرتقبة بين الفلسطينيين وإسرائيل لن تنجح، لأن القادة في تل أبيت لا يفوتون فرصة لإضاعة المبادرات الدبلوماسية ولا يوجد ما يدفعهم أصلا لتقديم تنازلات. والسبب وراء ذلك القناعة الراسخة بالتفوق العسكري والاقتصادي والضغط على القيادة الفلسطينية وحشرها في الزاوية لتقبل بما كانت ترفضه، وهو الموافقة على أقل من حدود عام 1967.هل يستطيع محمود عباس والقادة العرب ان يقوموا بمبادرة مماثلة؟ وما هي خياراتهم في التعامل مع القضية الفلسطينية حاليا وفي المستقبل؟ الاجابة معروفة سلفا، هم حتى لا يعرفون مستقبلهم في البلد الذي يعيشون فيه؟!. التشاؤم هو ما يسود الحاضر ولكن التاريخ يعلمنا ان التغيير قد يعصف بكل ما تم التخطيط له وحتى صحيفة "هآرتس" تشير الى انه رغم الأفق السياسي المسدود تحذر من أن إسرائيل ستستفيق يوماً على أشكال جديدة للنضال الفلسطيني خارج إطار المفاوضات، تتعامل فيها مع جيل شاب ليس متعجلا في الوصول إلى اتفاق مع إسرائيل، حينها ستتمنى إسرائيل لو يقبل الفلسطينيون بأي مبادرة دبلوماسية!