12 سبتمبر 2025
تسجيلتقوم وثيقة الإستراتيجية الأمريكية الجديدة التي تتبناها إدارة ترامب على أربعة محاور هي: حماية الأراضي الأمريكية وإصلاح نظام الهجرة واستعادة السيادة، وتعزيز الرخاء الأمريكي، والحفاظ على السلام العالمي، وتعزيز الدور الأمريكي على الساحة الدولية. لكن كيف سيتم التعامل مع هذه المحاور وترجمتها على أرض الواقع ونقلها من الجانب النظري إلى التطبيق العملي؟ تحدد الإستراتيجية ثلاثة أنواع من التحديات تتمثل في القوى الساعية لتغيير النظام العالمي كالصين وروسيا، و "الأنظمة المارقة" مثل كوريا الشمالية وإيران، ومجموعات ناشطة لأعمالها تأثير دولي، مثل داعش. والسؤال ما الجديد في هذه الإستراتيجية وهل فعلا ستكون مختلفة وفارقة عن غيرها التي تم إطلاقها في الإدارات الأمريكية السابقة وكيف ستحقق المحاور التي تم تبنيها؟ التسريبات الإعلامية تشير إلى أن الدكتورة نادية شادلو والتي تعمل حاليا تحت إدارة ترامب في منصب مساعدة رئيس قسم إستراتيجية الأمن القومي بمجلس الأمن القومي، تقف وراء كتابة الإستراتيجية والتي خرجت من رحم كتابها "فن الحرب"، الذي يدرس في كافة مراحل التسلسل العسكري وتم طبعة من جامعة جورج تاون. وثيقة الإستراتيجية الجديدة تم طبخ موادها ومكونات في أقل من سنة، على عكس الإستراتيجية السابقة في عهد إدارة أوباما والتي تجاوزت حوالي 5 سنوات من العمل المستمر والبحوث والدراسات وورش العمل واستعاض التحديات والفرص والتهديدات والعواقب وبمشاركة الخبراء والمخططين من السياسيين والاقتصاديين والأكاديميين ووكالات الأجهزة العسكرية والاستخبارية والجيوسياسية ومراكز الدراسات والأبحاث والثنك تانك. الغريب أن التفاصيل التي تتحدث عنها الإستراتيجية تحمل الشيء ونقيضه كما تتناولها بعض وسائل الإعلام الأمريكية، وهي تقر بأن بعض الفاعلين الدوليين قد يكونون حلفاء ومنافسين في الوقت ذاته. حيث تعول الولايات المتحدة على الصين للمساعدة في احتواء التهديد النووي الكوري الشمالي، وفي الوقت نفسه يتم تصنيفها كخصم واعتبار نشاطاتها التجارية غير عادلة وتقوم بالتلاعب بالنظام الاقتصادي العالمي والحال ينطبق على روسيا. بخصوص مجلس التعاون والأزمة الخليجية أكدت الوثيقة على أهمية وحدة مجلس التعاون الخليجي والتعاون مع السعودية والدول الخليجية الأخرى والتشدد حيال إيران ووصفها بالداعمة للإرهاب المدعوم من الدولة، كما أشارات ضمنا إلى موقف أمريكي معارض لاستمرار الحصار المفروض على قطر. ربما أكثر المواقف بروزا من إدارة ترامب بعد سنة من رئاسته تمثل في الوقفة الصارمة من المجتمع الدولي في تصويت أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة لصالح مشروع قرار يحث الولايات المتحدة على سحب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل بموافقة ثلثي الأعضاء بواقع 128 صوتًا، مقابل 9 أصوات رافضة وامتناع 35 عن التصويت.