12 سبتمبر 2025

تسجيل

نار الغضب!

07 يناير 2018

لم يتحول كتاب "نار وغضب" لمؤلفه الصحفي مايكل وولف الى نسبة الاكثر مبيعا على الانترنت منذ انطلاقة اشراقة عام 2018م، بل اصبح الأكثر تداولا في من منصات السوشيال ميديا ليس كملخص او فقرات مبعثرة بل على شكل نسخة كاملة منتهكة حتى حقوق النشر والتوزيع، ولقد وصلتني اكثر من نسخة عن طريق برنامج الوتس اب! اثار الكتاب عاصفة داخل البيت الابيض وخارجه وتلقفته وسائل الاعلام الامريكية والدولية واشبعته تعليقا وتشريحا وتحليلا. وقد سارع الرئيس الأمريكي إلى مهاجمة الكاتب والكتاب والمحتوى والتصريحات التي نقلت على لسان مستشار البيت الأبيض السابق ستيف بانون، ولوح محامو الرئيس بمقاضاة بانون بتهمة افشاء أسرار! تفاصيل الكتاب تكشف الكثير من المعلومات التي كانت متداولة في السابق، التي تتحول مع مرور الايام الى حقائق تدعو الى الدهشة والحسرة فيما آل إليه الوضع الحالي المرتبط بالمشهد السياسي الامريكي وتأثيره على بقية العالم ومنها منطقتنا في الخليج والشرق الاوسط وشمال افريقيا. فالرئيس دخل الانتخابات متوقعا الهزيمة، لكنه اعتقد أن حملته ستكون مربحة، وستزيد من شهرة علامته التجارية ليتحول من المرتبك إلى غير المصدق إلى الخائف من كل من حوله حتى من لمس أشيائه، بما فيها فرشاة أسنانه خوفا من التسمم وتفضيله للطعام السريع من مطاعم ماكدونالدز. فهو لا يقرأ الوثائق السياسية التي يوفرها مستشاروه، وغير مهتم بالاطلاع على بنود الدستور. العالم العربي كما تطرقت اليها صفحات الكتاب مجرد مكان للفوضى والدمار ولا يجب الاكتراث لما يجرى هناك بشكل كبير حتى لو يأخذ الأردن الضفة الغربية، ومصر تأخذ غزة، أو يغرقون وهم يحاولون. كما يشير الكتاب ان ترامب أخبر أصدقاءه بأنه وصهره جاريد كوشنر قد هندسا انقلاباً في السعودية، وذلك بعد تعيين ولي العهد محمد بن سلمان في منصبه. أتت هذه الخطوة بعد زيارة ترامب إلى السعودية، التي كانت زيارته الخارجية الأولى، والتي وقع فيها عقود أسلحة بمئات مليارات الدولارات. كما انه أبلغ من حوله أن الرياض ستمول وجودا عسكريا أمريكيا جديدا في السعودية ليحل محل القيادة الأمريكية الموجودة في قطر، وتجاهل نصيحة فريقه للسياسة الخارجية وتحداها عندما منح دول التحالف الرباعي موافقته على ممارسة الحصار على قطر. السؤال المطروح في واشنطن مع ازدياد حرائق الفضائح والتسريبات، هل ستشعل كل هذه المعلومات والحقائق نار الغضب ضد الرئيس وفريقه ام ستكون مجرد موجة اخرى عابرة؟.