10 سبتمبر 2025
تسجيلمثل الحوار الإستراتيجي الأول بين قطر والولايات المتحدة نقطة فاصلة مهمة في أزمة مجلس التعاون الخليجي التي استمرت ثمانية أشهر، ومن ثماره أنه جدد تأييد واشنطن لقطر وسط الخلاف مع دول الحصار، وجاء ليدفع بمصالح البلدين والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة، ومثل إعلاناً واضحاً وصريحاً بفشل تحويل الحصار على قطر إلى تطبيع وعزلة دولية، وأن مؤسسات الدولة الأمريكية وفي مقدمتها الخارجية والبنتاغون، تمكنت من فرض وجهة نظرها بأن قطر تظل حليفاً مهماً في عدة ملفات، وأن أمريكا، بهذا الحوار، ترفض ضمنياً وتلقائياً رواية دول الحصار بأن قطر تدعم الإرهاب أو تموله، وهذا الرؤية أصبحت أيضا موجودة في البيت الأبيض بعد محاولات التضليل التي تمت ممارستها لتشويه صورة قطر في واشنطن وبعض العواصم الدولية. العلاقة التاريخية بين قطر والولايات المتحدة، تعود إلى ما يقارب نصف قرن وارتقت مع تاريخ افتتاح البعثة الدبلوماسية الأمريكية في الدوحة عام 1972، إلا أن الانطلاقة الفعلية للعلاقات بين البلدين كانت في أوائل التسعينيات، وأخذت مناحٍ عدة وتطورت إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم، وقويت العلاقة على مدى عقود من العمل والشراكة والتفاهمات في عدة محطات، أهمها تحرير دولة الكويت في عام 1991، والحرب على الإرهاب 2001، والتحالف الذي قادته الولايات في العراق في عام 2002، ومثلت المحطة الكبرى في قرار نقل المقر الإقليمي للقيادة المركزية الأمريكية من المملكة العربية السعودية إلى قاعدة العديد في قطر، حيث يتمركز حوالي 11 ألف عسكري أمريكي، غالبيتهم من سلاح الجو، في قاعدة العديد العسكرية الجوية، على بعد 30 كيلومتراً جنوب غربي الدوحة، حيث تستخدم أمريكا القاعدة، التي تضم أكبر تواجد عسكري لها في منطقة الشرق الأوسط، في حربها على تنظيم "داعش" في سورية والعراق. كما شهد التعاون الأمني بين البلدين مكانة مرقومة في التعاون بين واشنطن والدوحة في القيام بالوساطة وحل النزاعات ومحاولات التوفيق والمساعدة في صياغة المخارج السياسية للأزمات الإقليمية والدولية. البيان المشترك للحوار الإستراتيجي الأول تناول عدة ملفات في مجالات التجارة والاستثمار والدفاع والأمن والقانون ومكافحة الإرهاب وتنظيم حركة الطيران، وهزيمة تنظيم "داعش"، وملفات سورية وإيران والعراق وأفغانستان، ومذكرة تفاهم للتعاون في مكافحة الاتجار بالبشر، وتعزيز مجالات الرياضة والتعليم والصحة والفنون والثقافة، وزير الخارجية الأمريكي، «ريكس تيلرسون»، أكد التزام بلاده بسيادة دولة قطر وأمنها، وأن الاتهامات الموجهة لقطر باطلة ولم تسند إلى أي أدلة، ودعا الى حل عاجل وسريع للأزمة الخليجية التي باتت تؤثر على الجميع. فهل وصلت الرسالة؟!