17 سبتمبر 2025

تسجيل

شهادة ميلاد جديدة

31 يوليو 2012

ودع منتخب الإمارات الدور الأول لمنافسات كرة القدم للرجال في دورة الألعاب الأولمبية بخسارته أمام منتخب بريطانيا الموحد في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى ولعبت الخبرة البريطانية الكبيرة في ترجيح كفة البريطانيين لترفع رصيدها إلى 4 نقاط. وبعد خسارتنا الأولى أمام الأوروغواي أصبحنا ننتظر مباراة ثالثة للشهرة وبالتالي أصبحنا خارج دائرة المنافسة من الدور وهو وضع طبيعي مقارنة بين المدرستين أمريكا اللاتينية والأوروبية حيث حاول الجهاز الفني الاستفادة من التجارب قبل الوصول إلى لندن. ويبقى أمامنا التحدي الإفريقي أمام السنغال ثالث فرق المجموعة فقد أبدع المنتخب الإماراتي أداء وأسلوبا حيث فرض نفسه كفريق متطور ولاحظنا ذلك من خلال المباراتين أمام الأورغواي وبريطانيا برغم الخسارتين إلا أن عطاء اللاعبين كان جيدا واتفق الغالبية على أن هناك تطورا ملحوظا يبين أن هذا الجيل هو الأفضل في تاريخ الكرة الإماراتية لأن ما نراه الآن من ثقة اللاعب بنفسه تطور في الأسلوب التكتيكي والمهاري والفني يفوق مستوى جيل 90 الذي صعد بنا إلى نهائيات كأس العالم بإيطاليا فالمجموعة التي يملكها الدرب الوطني وبمعاونة جهاز وطني خالص، تأكيد على أن مستقبل الكرة الإماراتية بخير وإذا حافظ اتحاد الكرة برئاسة يوسف السركال والذي سيستمر أربع سنوات قادمة لن ينتهي عمله بعد لندن بعد أن أجريت انتخابات قبل أشهر ونرى أن هذه المجموعة الجميلة في عالم الكرة الإماراتية تسير بخطوات ثابتة فالمعدل الدولي لمعظم اللاعبين تقريبا أكثر من 100 مباراة دولية على صعيد منتخبات المراحل السنية حتى ما وصلوا إليه الآن من نضج ووعي كروي واضح للعيان فمن تابع الفريق في لندن يشير إلى أن للأبيض شأنا آخر في الدورات الإقليمية القادمة أبرزها خليجي 21 بمملكة البحرين. وبكل المقاييس تعد هذه التجربة الأولى لمنتخب الإمارات في التظاهرة الدولية الكبرى التي تقام كل أربع سنوات بمثابة شهادة ميلاد جديدة للكرة الإماراتية وسيدخل اللاعبون التاريخ من أوسع أبوابه لأنهم لعبوا في واحدة من أهم الدورات الرياضية في العالم وعلى إستاد ويمبلي الشهير حيث يعتبر النقاد والمراقبون أن دورة لندن أصبحت الأبرز في تاريخ الأولمبياد منذ نشأته من حيث التحضير والتواجد وضخامة الأعمال التي صرفت عليها المليارات من الجنيهات الإسترلينية. ما قدمه المنتخب الإماراتي "حاجة حلوة" بغض النظر عن النتائج فقد أعجبني الروح والأداء الجماعي والفكر الكروي العالي وهذه كانت مختفية زمان وستكون الجولة الأخيرة للمجموعة الأربعاء حاسمة لتحديد المتأهلين إلى الدور ربع النهائي، حيث تلعب بريطانيا مع الأورغواي والسنغال مع الإمارات وما نريده هو أن يواصل لاعبونا دون النظر في الخسارتين السابقتين والاستفادة من الأخطاء السابقة فقد قدموا أداء مشرفا ولعبوا ولولا الأخطاء الفردية وضياع فرص في متناول اليد والقدم لتغيرت النتيجة وأنهت بريطانيا الطموح الإماراتي.. والله من وراء القصد..