22 سبتمبر 2025

تسجيل

مشاركة قطر في قمم مكة.. تأكيد على مواقفها السياسية الثابتة

31 مايو 2019

الدعوة التي تلقاها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لحضور القمم الطارئة الخليجية والعربية والاسلامية في مكة المكرمة، والتي استجابت لها دولة قطر بالمشاركة بوفد يرأسه معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء، جاءت بمثابة تأكيد على مواقف قطر الثابتة تجاه القضايا العربية والاسلامية. وحرصها على استقرار المنطقة وخدمة مصالح شعوبها. إن مشاركة دولة قطر في القمم الثلاث بهذا المستوى الرفيع يفند كل الادعاءات والمزاعم الباطلة التي ظلت تروج من دول الحصار ضد قطر، سواء فيما يتعلق بدعم الارهاب أو بالعمل على شق الصف العربي، وهي مزاعم لم تجد من يصدقها أو يشتريها منذ اليوم الأول للأزمة الخليجية التي تقترب من دخول عامها الثالث خلال أيام. لقد تعاملت قطر بحكمة منذ بداية الأزمة الخليجية وبقيت ثابتة على مواقفها راسخة في مبادئها وهي ان الأولوية للحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي وحل جميع الخلافات في وجهات النظر ضمن البيت الواحد. فقد كان من غير الطبيعي أن يؤدي الاختلاف في الرؤى حول التعامل مع بعض القضايا الإقليمية إلى شل فاعلية منظمة إقليمية مهمة مثل مجلس التعاون، في وقت تواجه فيه منطقتنا تهديدات وتحديات خطيرة أمنية وسياسية واقتصادية. ولعل هذه الازمة تكون فرصة لإصلاح مجلس التعاون من خلال الحرص على دوره ووضع آليات ملزمة لحل الخلافات بين دوله بالحوار داخل المجلس. ويشكل حضور قطر ومشاركتها في القمم الثلاث برئاسة معالي رئيس الوزراء أكبر دليل على حرصها على العمل الخليجي والعربي والاسلامي المشترك، كما يشكل ذلك دليلا أيضا على حكمة القيادة الرشيدة وتغلّيبها مرة أخرى المصلحة العليا للمنطقة على الخلافات البينيّة. إن سجل دولة قطر يؤكد أنها لم تغب ولم تتأخر يوما عن المشاركة الفعالة والإيجابية لخدمة العمل المشترك خليجيا وعربيا وإسلاميا ودوليا، وهي تتعامل بحكمة ومسؤولية لذا كانت استجابتها للمشاركة في القمم على قدر التحديات، خصوصا في ظل هذه الظروف الصعبة والحساسة التي تمر بها المنطقة والتصعيد المتسارع يوميا، وهو جزء من واجبها القومي والإنساني لتحقيق الأمن الجماعي والمصلحة العليا لشعوب المنطقة. ومن المهم أيضا الإشارة إلى أن استجابة دولة قطر للمشاركة في القمم الثلاث، كانت تلبية لأمير الإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، الذي يحتل مكانة خاصة في قلوب أهل قطر الذين يثمنون عاليا مواقفه الحكيمة ووساطته الكريمة وجهوده الخيرة المتواصلة التي لم تنقطع أو تتوقف لحظة من أجل وحدة مجلس التعاون الخليجي. إن حفظ السلم والأمن الإقليمي والدولي يشكل أولوية في السياسة الخارجية لدولة قطر والتي تستند في مبادئها وأهدافها إلى ميثاق الأمم المتحدة وقواعد الشرعية الدولية، الداعية إلى التعاون البناء بين الدول والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحسن الجوار وتعزيز التعايـش السلمي واتباع الوسائل السلمية لتسوية النزاعات. هذه الأولوية في سياسة قطر الخارجية، كانت الحافز للمشاركة في القمم الثلاث المنعقدة في مكة المكرمة، وذلك انطلاقاً من دعمها للعمل العربي الإسلامي المشترك وحرصها على أمن واستقرار المنطقة وخدمة مصالح شعوبها، خصوصا أن التحديات العديدة في هذه المنطقة الحيوية تتطلب تعزيز مفهوم الحوار والتعاون للحفاظ على الأمن الاقليمي، حيث تظل قضايا الشرق الأوسط من أكثر القضايا تهديدا للأمن والسلم الدوليين. إن القمم الثلاث تؤكد ان اللقاء والحوار بين قادة الامة هو السبيل الوحيد لحل الخلافات ومواجهة التحديات وهذا هو جوهر السياسة الخارجية القطرية التي اثبتت الأيام والتطورات مصداقيتها وصوابيتها. إذ أنه من غير المعقول أن تظل منطقتنا العربية رهينة بعض الخلافات الجانبية والتي تستهلك الجهود وتستنزف الطاقات المادية والبشرية والمعنوية واموالا باهظة. إن الشعوب العربية والاسلامية تنتظر من هذه القمم نتائج تلبي تطلعات الأمة. وتحقق آمال الشعوب بمستقبل أفضل.