15 سبتمبر 2025

تسجيل

وهل يحق لنا ذلك؟

31 مايو 2014

ما نعيش من أجله أياً كان أصله وفصله، وندرك حقيقته بحكم أنه ما يأخذ حيزاً لا يُستهان به من حياتنا، يحتاج إلى مشاعر ثابتة لا يجدر بها التأثر بمزاجية الظروف، بل على العكس يجدر بها البقاء كما هي؛ لتمدنا بما نحتاج إليه من قوة وفي كل حين، وهو ما يمكن بأن نُعرفه على أنه (الحب)، الذي نعرفه وندركه وندرك أهميته وإن كان بيننا من لا يعترف به وبأهميته العظيمة التي تُحدث فارقاً كبيراً بمجرد أن تحل علينا، وتبدأ بتوجيهنا نحو ما نريده دوماً، فهو (أي من لا يعترف بالحب وبأهميته) يعتمد في حساباته على قراراته التي تعتمد على عقله (لا) قلبه، فلا يعود إلى هذا الأخير أبداً ما لم تكن المسألة قلبية ويفوح منها عبير الهوى؛ لأن فعل ذلك سيقلص فرصة خروجه بالنتائج المدروسة التي يدركها العقل (لا) القلب وكما ذكرت سلفاً، ولعل في هذا التوجه حكمة (ما) تكون من باب أن القلب يميل إلى الزاوية التي يميل إليها، ولا يرى سوى من خلالها تلك الزاوية، في حين أن العقل أكثر تفتحاً ويدرس الموضوع من كل جوانبه وبشكل جيد يتيح له معرفة أدق التفاصيل، التي ستساهم بخروج صاحبها بتلك النتائج التي كان يريدها منذ البداية، وهو ما يُحسب على العقل، غير أنه ما لا يمكن بأن نعتمده في حياتنا كل الوقت، فما نحتاجه هو تفعيل دور القلب من خلال خوض (تجربة الحب)، التي يجدر بها بأن تكون وفقاً للأصول، التي ستُعمر القلب مع مرور الوقت حتى يدرك قيمته، القيمة التي لن يكتسبها باتباع الأساليب الملتوية، أو بفرض حقوق لا حق لها بأن تكون، ولا أساس لتستند إليه، ولكن باتباع ما يصح وما يصلح، فهي هذه الشروط التي وإن توافرت في كل علاقة حب تجمع القلوب فستحافظ عليها كما هي وستحفظ ماء وجهها، في حين أن تحويل تلك القلوب إلى مرتع ترتع فيه المشاعر السامة والهدامة، التي تقضي على كل شيء سيقلص عمر الحب، وسيحول الحياة إلى جحيم سيلتهم بألسنته النارية (تلك القلوب) حتى لا يتبقى منها أي شيء في حين أننا بأمس الحاجة إليها في حياتنا، فالقلوب التي تحب وتدرك كيف تفعل ذلك تُنير لنا الحياة، ونشعر ببركتها في كل حين، وهو ما لا يمكن بأن نشعر به مع القلوب القاسية والجافة، التي لا يُرطبها الحب، وهو ما يكون منها؛ بسبب الأمراض التي تغزوها، منها الشك المرضي، والغيرة المرضية أيضاً، وغيرها من الأمراض التي تُبيح لأصحابها انتهاك حرمة الحب وهتك عرضه، فيبدو ذلك من خلال منح تلك القلوب لذاتها حق المراقبة والتجسس أيضاً؛ لمعرفة ما يدور مع الأطراف الأخرى المرتبطة بها، والحق أن منا من يمكن بأن يُمرق تلك الأمور؛ حرصاً منه على الحب القائم بينه وبين الآخر، ولكن تصدر بعض الأفعال التي تتجاوز الخطوط الحمراء، ولا يُمكن بأن تُمرق بتاتاً، وهي تلك التي تُهدد الحب وتلونه بألوان مختلفة لا تروق النفس حتى تصل إلى (مرحلة الموت)، التي لا يمكن بأن يعود معها ذاك الحب إلى الحياة أبداً، وهي المرحلة التي لا نرجو بلوغها، ونأمل بأن ندرك كيفية تجنبها قبل أن تكون، وهو ما قد اعتمدنا عليه من خلال بث هذا الموضوع في هذا اليوم؛ لمعرفة آراكم حول تلك المبررات التي يمكن بأن تُبرر للآخر حق مراقبتكم، فإليكم ما هو لكم.من همسات الزاوية الثالثةأن تكسب محبة الآخر يعني أنك على خُلق جذب قلبه وسُخر لك، وتسخير القلوب نعمة من الله لا يجدر بك التفريط بها، بل يتوجب عليك المحافظة عليها دوماً، فإن كان ووجدت من قد انجذب إليك فلتعلم بأنك تتمتع بما يُميزك ولابد وأن تحافظ عليه من خلال ترجمة ما يسود أعماقك من طيبة لا يجدر بك خدشها بأمور سلبية حتى وإن وجدت من سيحتملها منك؛ لأنه حتى وإن فعل فإن الأمر لن يطول كثيراً، فالأكيد أنه ما سينقلب عليك فيما بعد، ويجدر بك ملاحظة ما يحدث جيداً؛ كي تتجنب تلك النهايات المأساوية، فإن فعلت والتزمت بتنفيذ المطلوب منك فلاشك بأنك ستفلح بإذن الله تعالى.