10 سبتمبر 2025
تسجيللم يعد لافتا، أو حتى مثيرا للاهتمام لدى الفلسطينيين بخاصة والعرب عموما، ردود أفعال النظام العربي الرسمي ومؤسسة الجامعة العربية لاجراءات سلطات الاحتلال على الأرض المحتلة، ان على صعيد القتل وهدم المنازل على امتداد جغرافيا الوطن الفلسطيني، أو الاعتقالات اليومية للمواطنين، أو التغوّل الاستيطاني بكل أشكاله وتسمين المستوطنات. أحدث نهب وسلب للاراضي الفلسطينية ما قررته حكومة الاحتلال ببناء آلاف المساكن الجديدة في القدس المحتلة التي تواجه تطهيرا عرقيا واضحا، والتركيز على أراضيها تحديدا التي لم يبق من وجهها العربي والاسلامي سوى القليل، بينما نظامنا العربي يكتفي بلعن اسرائيل وأعمالها المحرجة له وفي أحسن الاحوال اصدار بيانات الشجب والاستنكار وبحياء، على قاعدة "كفى الله العرب، مسلميهم ومسيحييهم شر القتال". حكومات اسرائيل ومنذ أربعينات القرن الماضي لا تؤمن بفلسفة السلام لأنه يتعارض مع عقيدة اليهود الصهاينة واستراتيجية الحركة الصهيونية العالمية، ولم تقف أمام سياسة نهب الأراضي وهدم المنازل، ولتكتمل هذه المعادلة فما زالت تواصل حتى اليوم المنع وبالقوة العسكرية، الفلسطينيين من بناء منازل لهم أو توسيع ما هو مبني منها وتضع شتى العراقيل للحيلولة دون ذلك. اللافت في الأمر من الخطوة الاسرائيلية المعلنة الآن أنها انطلقت عقب جولة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري واجرائه محادثات مع الاسرائيليين والفلسطينيين بهدف تحريك مفاوضات التسوية المجمدة منذ ايلول/ سبتمبر 2010. لا يفهم من الاجراءات الاستيطانية الاسرائيلية سوى أمر واحد فقط، هو أن حكومة اليمين الحالية كسابقاتها تواصل التدمير الفعلي والرسمي للجهود الأمريكية في ظل وزارة الخارجية بعهد جون كيري ليلحق بمن سبقوه في هذا المجال. السؤال الآن، أين اسرائيل من قرارات الشرعية الدولية، ولماذا يتعامل معها المجتمع الدولي كدولة ليست تحت طائلة القانون والتجريم؟، ونسأل ايضا كيف ستتحرك السلطة الفلسطينية باتجاه التسوية وسيف الاستيطان مسلط على رقاب الفلسطينيية؟.. نترك الأمر لأولي الأمر.