15 سبتمبر 2025
تسجيللعل معظمنا يعرف قصة هذا المثل، الذى مفاده بان امرأة تزوجت رجلاً شهماً كريماً مسنا، يغدق عليها طعاماً وشراباً ولبناً سائغاً للشاربين مع حسن معاملة واجلال واكرام، لكنها لم تقابل ذلك باعترافها بالنعمة وشكرها لها وانتفاعها منها، وحرصها عليها وقابلت ذلك باعراض وتضييع، وبجحود وانكار، فكانت العاقبة أن طلّقها..... تزوجها الذى كانت تحبه لم تجد عنده يداً مبسوطة بالكرم، ولا وجهاً مشرقاً بالسرور، ولا معاملة محفوفة بالاعزاز والاكرام، فتندمت وتحسّرت على ما فات عليها وما ضاع منها، لكنها لم تنح باللائمة على غيرها، وانما خاطبت نفسها تذكّرها تفريطها، وتبيّن لها سوء تدبيرها، فجاءت يوما تطلب الرزق وتتسول فلما وصلت بابه طلبت منه لبناً فقال: " الصيف ضيعت اللبن "، ومضى مثلاً لكل من أضاع الفرصة وفرط فى الغنيمة.. هذا المثل نطلقه على من يحظى بانسان يعتبر كنزاً ثميناً فى هذا الزمن الصعب الذى عز فيه الاخلاص والوفاء، فلا يقدر قيمته، ولا يعرف قدره، فيفرط به، وبعد أن كان تحت ظلال سمائه، غدا مستحيلاً لا تطوله حتى عيناه، ولا يحلم حتى بأن يرجع يوماً اليه... لأنه ببساطة قد أضاع الفرصة منه.. وفقد ذلك الانسان الذى لن يرجع اليه يوماً. يقع أحدنا كثيرا بهذا الخطأ الفادح حين يشعر بأن وجود انسان مقرب منه هو أمر واقع، ولن يتغير هذا الواقع أبداً، ولن يمل هذا الانسان أو يفكر الهروب أبداً ما دام على قيد الحياة، فيزهد به ويقصر معه، ويخلف معه بالوعود، وحين يسمع نداءات الاستغاثة التى يستثير بها مشاعره ويحاول أن يحيى بها غرس علاقتهما يظن مستهتراً أنه غير جاد فيما يقول.. لسبب بسيط جداً وهو أنه يظن ويعتقد أن هذا الانسان هو شخص مضمون.. ولن يرحل من أرضه مهما جفت ونضب ماؤها، واكفهرت سماؤها، فهو قدره ولن يغادره.. لكنه واهم اذ أن لكل كوب حدا للامتلاء مهما كبر هذا الكوب، و ان لكل انسان حدا للاحتمال مهما كان صبوراً، ومهما احتمل التقصير والاجحاف.. ومضة: قالت وهى مبتسمة لقد تواعدنا على الزواج، وشرعت له كل أبواب قلبي، فكان كل مرة يسوف لى ويختلق الحجج الواهية ويتذرع بالظروف، ويؤجل موعد مجيئه لبلدى حتى يتقدم للزواج بي.. حتى ساءت صحتى وأصبحت انسانة حزينة لا تفارق حجرتها.. وبدأت أصلى وأطلب من الله أن يجد لى فرجاً قريباً..وذات يوم واذا بشاب من بلدى يتقدم لخطبتي، من عائلة كبيرة، وعلى مستوى عال جداً من الدين والخلق والتعليم، صليت استخارة وسرعان ما وافقت عليه وتمت الخطبة، وقررت أن أمزق صفحة ذاك المخادع دون أن أحاول يوماً أن أتذكره وبدأت أعيش أيامى مع هذا الشاب الذى اختارنى من بين بنات الدنيا لأكون شريكة لحياته.. أعيش معه أجمل لحظات وأيام.. ويعيش ذاك المراوغ مع ذكرياته المؤلمة.. ويعرف أنه فى الصيف قد ضيع اللبن.