11 سبتمبر 2025
تسجيللقد رأينا في الأيام الماضية كيف مرت أحداث المحاولة الانقلابية في تركيا، ولست هنا بصدد تحليل ماحدث هناك سياسياً، فقد قام بذلك أهل العلم وأصحاب الاختصاص، حتى انبرت أقلامهم، فماحدث على أرض تركيا لم يكن بالأوطان بأمر اليسير، ولا الحدث العابر الذي يفتقر للأهمية، وإنما كان أمراً عظيما تجلت فيه أمور كثيرة لست هنا أيضا بصدد تفصيلها، وإنما أشد ماسحرني وجعلني أرفع قبعة الاحترام والتقدير لهم هو قوة الشعب التي رسمت للعالم أجمع أجمل صورة لحب الوطن، والتكاتف والوحدة من أجل حماية الأرض ومن عليها. لقد كبرنا ونشأنا على حب الأوطان وعلى أن (حب الأوطان من الإيمان) وأن (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد). فليس الوطن وهو أغلى مايملكه الإنسان بالأمر اليسير أو الرخيص، فكلنا يعرف أن كرامتنا من كرامة أوطاننا، وعزتنا في بلادنا، وأن كل شبر من أرضنا يستحق أن يحمى بأرواح أبنائه الذين تظللوا بسمائه، وافترشوا أرضه الغالية، وشربوا من مائه، وتمتعوا بخيراته، فلابد من أن يكونوا يداً واحدة للدفاع عنه والاستماتة من أجل حريته وبقاء علمه مرفرفاً خفاقا في سمائه. فتحية لكل من رسم أجمل صور الوفاء لبلده، وتحية لكل من علم الأجيال بعده كيف يكون حب الوطن، وتحية لكل من يعمل جاهداً كل يوم في عمله من أجل بلده، وتحية إكبار وإجلال لكل من يعد نفسه كل يوم وكل لحظة على ثغرة من أجل حماية بلده وأرضه، ومن أجل أن يبقى السلام والأمن والأمان درعاً يحمي وطنه وأبناء شعبه. اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء، اللهم من أراد بنا كيداً فرد كيده في نحره واحفظ بلادنا أمنة مطمئنة، إنك أنت البر الرحيم.