13 سبتمبر 2025

تسجيل

تقبل الله طاعاتكم

17 يونيو 2016

لقد أنعم الله تعالى علينا بهذا الشهر الفضيل، شهر الخير والرحمات والمغفرة والثواب الجزيل، هذا الشهر الذي كان صحابة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يدعون نصف السنة أن يبلغهم الله تعالى إياه، وبعد انقضائه يدعون النصف الثاني من السنة بأن يتقبله الله سبحانه منهم، شهر رمضان هذا الشهر العظيم الذي تغفر فيه الخطايا، وتغسل فيه الأرواح من ركام المعاصي وشوائب التقصير، هذا الشهر الفضيل هو الشهر الذي يرجعنا قليلاً إلى ما كنا عليه من الحب والتكاتف والتراحم والاجتماع كشخص واحد على مائدة واحدة تظللنا ضحكات نقية وذكريات قد بددتها زحمة حياتنا الحاضرة، وتجمعنا أحاديث قد أنستنا اياها هواتفنا وأجهزتنا الحديثة. لعل معظمنا ينتظر شهر رمضان الكريم ليلملم شتات نفسه مع ربه ومع نفسه ومع عائلته ومع جميع من حوله، فهذا الشهر لمعظمنا بمثابة نقطة انطلاق جديدة نعدل فيها مسارنا بعد انحراف ونسقي فيها ما جف من أراضي مشاعرنا، علنا ننطلق من جديد نحو تحقيق مانصبو إليه في الدارين.إن مما لاشك فيه أن جميعنا نجهز لأيام هذا الشهر الكريم بالشراء وتعديل مجالسنا وشراء الثياب المناسبة، وتجهيزات الضيافة وغير ذلك الكثير، ولكن هل وعينا ما هو أهم من ذلك وهو غسل قلوبنا من الأحقاد والضغائن، والبحث عن الحقوق الضائعة والديون المنسية، وأصحاب الحاجة الذين نسيهم الناس ولم ينسهم رب الناس، فإلى أحبتي في الله جميعاً أذكر نفسي وإياكم بأن نصوم رمضان الكريم بأنفسنا من الداخل قبل أن نخرج للتحضير من الخارج، ولنجعل من كل يوم فيه يوم عبادة وصدقات وصلة أرحام، لعل الله تعالى يتقبل منا ويجعلنا من عتقائه من النار.تقبل الله طاعاتكم وكل رمضان وقلوبنا أنقى.