23 سبتمبر 2025
تسجيللا تزال مأساة الشعب السوري، تتفاقم عاماً بعد عام، في ظل استمرار انتهاكات وجرائم النظام السوري، التي ترقى إلى درجة جرائم الحرب، وزاد الأمر سوءاً، تفشي جائحة كورونا التي جعلت من تلك الأوضاع المأساوية الصعبة التي يعيشها الشعب السوري أزمة أشد قسوة وأكثر إيلاماً، خصوصاً في ظل وجود نحو 12 مليون نازح ولاجئ في الداخل ودول الجوار، نصفهم أطفال، هم حالياً في حاجة ملحة إلى المساعدات الإنسانية. ولعل انعقاد مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي عقد أمس، للعام الخامس على التوالي، يمثل نقطة الضوء الوحيدة التي تحمل إشارة إلى عزم المجتمع الدولي على مواصلة دعم الشعب السوري الشقيق للتخفيف من معاناته المريرة والمستمرة منذ أكثر من عشر سنوات. لقد ظلت دولة قطر تواصل بالتزام قوي تقديم كافة أوجه الدعم للشعب السوري الشقيق منذ بداية الأزمة حتى تجاوزت جملة المساعدات التي قدمتها للأشقاء السوريين نحو ملياري دولار، يضاف إليها ما أعلنته أمس من تعهد جديد لدولة قطر بمبلغ 100 مليون دولار للتخفيف من وطأة تلك الكارثة الإنسانية. وتدرك قطر أن المساعدات الإنسانية وحدها لن تحل الأزمة السورية، وأن النجاح في مواجهة التداعيات الإنسانية الكارثية للأزمة لا يتأتى إلا بتحقيق الحل السياسي الذي ينهي هذه الأزمة، لذا ظلت قطر تجدد الدعوة للمجتمع الدولي للإسراع في التوصل إلى حل سياسي يلبي تطلعات السوريين، ويحفظ وحدة سوريا وسيادتها، ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، وفقاً لبيان جنيف (1) وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. إن العالم أمام كارثة إنسانية وأخلاقية، وإن لم يضطلع بدوره ومسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وذلك بالعمل من أجل حل سياسي للأزمة، فإنه سيجد نفسه كل عام بحاجة إلى المزيد من مؤتمرات المانحين لدعم من يتبقى على قيد الحياة من السوريين الذين يتعرضون إلى حرب إبادة مستمرة منذ عشر سنوات.