قطر لن تتخلى عن أمتها

تأتي مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في اجتماعات القمة العربية في دورتها الثلاثين، والتي تنعقد اليوم في الجمهورية التونسية الشقيقة، لتعكس حضور الوطن العربي في وجدان سموه، والتزاما من سموه بقضايا الأمة، ولتؤكد حرص دولة قطر على مواصلة دورها في دعم العمل العربي بقوة وفاعلية. على أن انعقاد القمة العربية يأتي في ظرف عربي دقيق، له خصوصياته بالنسبة لدولة قطر، فرغم الحصار المفروض عليها من دول عربية إلا أنها لن تتخلى أبدا عن واجباتها إزاء القضايا العربية والعمل العربي المشترك، وتحرص على أن تدلي بدلوها في كل ما يساهم في تنقية الأجواء العربية وضمان الأمن القومي العربي، وكل مايحقق رخاء شعوب المنطقة العربية ويجنبها الأزمات والصراعات. ولعل استضافة تونس للقمة العربية الثلاثين يكون مبعثا على التفاؤل لتستهل الأمة العربية من تونس عقدا جديدا من العمل العربي المشترك يحفظ قضايا الأمة وهويتها ومقدراتها، كما استلهمت الشعوب العربية من الشعب التونسي القدرة على التغيير ونفض غبار الديكتاتورية وفرض إرادة الشعوب في الحياة. إن أمام القادة العرب في قمتهم اليوم مسؤولية تاريخية حيث ترنو الشعوب العربية إلى قرارات ترتقي إلى مستوى طموحات المواطن العربي الرافض للتفريط في شبر واحد من الأراضي العربية من المحيط إلى الخليج خاصة إزاء استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان ولتجدد القمة ثوابت سعت بعض الدول للتشكيك فيها خاصة تجاه مايعرف بصفقة القرن وما يمس القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية وما يتعلق بعروبة الجولان. فإذا كان النظام السوري من الضعف الى درجة عدم القدرة على الدفاع عن الجولان المحتلة فإن الأمة العربية قادرة على الدفاع عن عروبة القدس والجولان ورفض التنازل عن أي شبر من الأراضي العربية أو التفريط في المقدسات.