21 سبتمبر 2025

تسجيل

التصعيد الإسرائيلي ومسؤولية المجتمع الدولي

31 مارس 2018

المسيرات الضخمة التي جابت الأراضي الفلسطينية المحتلة في يوم الأرض، مثلت أبلغ رسالة وأدق دليل على أن حق الفلسطينيين في دولتهم، وحق عودة اللاجئين إلى أرضهم، حقوق ثابتة لن تسقط بالتقادم، ولن تسقط بسياسة فرض الأمر الواقع، أو بسياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها الاحتلال الاسرائيلي بوحشية غير مسبوقة. الحشود الفلسطينية في يوم الأرض خرجت لتأكيد حرصها على حق اللاجئين في العودة إلى أراضيهم التي هجروا منها عام 1948، وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ منتصف 2007، وإقامة سلام حقيقي عادل وشامل، وهو ما سيتحقق ولو بعد حين. استشهاد 15 فلسطينياً وإصابة نحو 1416 جريحاً خلال المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بمسيرة العودة الكبرى في غزة، والضفة، والخط الأخضر، كشف للرأي العام العالمي حقيقة الوحشية الاسرائيلية وأساليبها الهمجية الخارجة على كافة القوانين والشرعية الدولية، مثلما قدم صورة صادقة عن سلمية التحرك الفلسطيني وإصرار الشعب الفلسطيني على التمسك بحقوقه المشروعه في إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف. لقد اختصر يوم الأرض حقيقة المشهد بوقائعه المؤلمة التي استفزت الرأي العام العربي والعالمي، وقد كانت دولة قطر سباقة في إدانتها واستنكارها الشديدين، لاستخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص في مواجهة تظاهرات سلمية في ذكرى "يوم الأرض". إن هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي الخطير يعتبر انتهاكا صارخا للمواثيق والقوانين الدولية ولذلك طالبت قطر المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياته، ولجم آلة الحرب الإسرائيلية. يبقى أن نؤكد أن حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للمساومة ولا يمكن للصفقات المشبوهة أن تمسها، فالحق يعلو ولا يعلى عليه.