14 سبتمبر 2025
تسجيليفرض علينا الواجب الالتزام بكل الوعود، غير أن هذه الأخيرة تتنحى جانباً حين يتعلق الأمر بالاستثناء، وهنا وتحديداً بين هذه السطور، فإن الواجب هو الالتزام بوعد الكتابة عن التحضير للمهرجان المسرحي ضمن سلسلة (فضفضة مسرحية)، أما الاستثناء فهو كسر ذاك الالتزام بالخروج من ذاك القالب؛ لخوض آخر يمس الحياة العامة وبشكل عام سيكون من الأفضل إن التفتنا إليه؛ كي نُدرك ما فيه، نتحدث عنه، ونُقدمه للآخرين.إن أجمل ما يُميز أصحاب القلم هو قدرتهم على تقديم ما يريدون (كما يريدون له أن يكون)، فيصل من بعد ذلك للجمهور الذي وبدوره إما أن يأخذ به، أو أن يأخذ منه ما يليق به وبحاجاته، والحق أنها نهاية مُغرية جداً تروقني كصاحبة قلم تطمح إلى بث الفائدة في الآخرين، ومن ثم امتدادها في مجموعات أخرى تضمن لنا دوران ما نريده؛ ليستفيد منه الجميع، وبالنسبة لتلك الفائدة المرجوة التي أتمنى لها كامل الامتداد، فهي هذه التي ستُدرك من خلال هذه النقاط: -ما نقوم بفعله في حياتنا وإن كان مألوفاً، إلا أنه يستحق منا إعادته مرات ومرات وذلك؛ كي نكتسبه وبشكل جيد يتأصل فينا ويمتد حتى الأعماق؛ ليخرج منها من جديد، وما يستحق منا ذلك حالياً هو تفقد الحال من حولنا، ومحاولة تصحيح الأخطاء المحيطة؛ حتى نُصحح مسار الجماعة، فالمجتمع الذي نعيش فيه ولربما يخضع لبعض الأخطاء، التي سنتحمل مسؤولية امتدادها متى تفشت دون أن تجد من يقف لها بالمرصاد؛ كي يردعها فَتَكُف عما تفعله، وتكتفي بالمسافة التي قطعتها ومن العيب أن نسمح لها بالمزيد. مما يعني وبكلمات أخرى أن المسؤول منا (وحده) من يستطيع التحرر من قيوده؛ ليُعنف الخطأ دون أن تُكبله المخاوف؛ لأن سلامة مجتمعنا تعتمد عليه وعلى أمثاله، أما من يكتفي بالتفرج ومن ثم المضي قدماً وكأن الأمر لا يعنيه، فهو من سيفتح الباب لكل ما يمكنه تهديد راحة بالنا وإن كان ذلك على المدى البعيد، الذي سيقبل علينا دون شك؛ لذا ومن قبل أن يكون فلابد لك وأن تلتزم بالآتي، ألا وهو: إن واجهت من الأخطاء ما تشعر بخطره فكن على يقين من أن تدخلك سيصبح واجباً وذلك؛ كي تصححه بكل ما تمتلك من قدرة من أجلك ومن أجل الجميع. -مشاهد الظلم باتت كثيرة؛ لذا أصبحت مألوفة والحق أنه ما لا يجدر أن يكون، إذ لا بد لنا وأن نجزع منها حين نراها ونتحرر من مخاوفنا؛ كي نواجهها ونمنعها فلا تكون، وليكن ذلك من أجل تقصير عمر الشر، وتقليص خطواته، التي ستأخذنا بعيداً إن لم نقتلها ونتخلص منها. -ما يخرج منا يعود إلينا هي حقيقة تعتمدها هذه الحياة؛ لذا إن تمسكنا بما سبق، وقضينا على الظلم، ولم نسمح له بأن يكون فإن أول ما سنجده؛ كي يُقابل ما قد كان منا هو وجود من سيقف في صفوفنا؛ كي يُساعدنا ويعود بحقنا كما سبق لنا وأن فعلنا معه، وعليه لا تبخل بمساعدتك للآخرين؛ لأنك ستحصد وفي المقابل ما تستحقه. - العطاء وابتكار الوسائل الجديدة التي تعتمدها في حياتك؛ كي تُبادر بلفتات إنسانية جميلة خطوة متى تقدمت بها فستشعر بسعادة لا مثيل لها، تتبعها راحة نفسية ستجعلك كطائر يُحلق عالياً حيث الأمان؛ لذا فلتكن انطلاقتك من هذه اللحظة، والتزم بكل ما ورد ذكره حتى ومتى وجدت ما يستحق التصحيح خلصته من الأخطاء المُحيطة به، ثم بادرت وبشكل مبتكر بتقديم كل جديد يمكنه إضفاء لمسة حية على حياة غيرك ممن سيسرهم وجودك معهم فيها؛ لنضمن بذلك حياة سعيدة نأمل بأن تبدأ من الآن، وحتى يكون لنا المُراد نسأل الله لنا ولكم كل التوفيق.