02 أكتوبر 2025
تسجيلاختتم القادة العرب في دوحة العرب الأسبوع الماضي، أعمال القمة العربية في دورتها الرابعة والعشرين، فكانت حديث العالم بكل وسائلة الإعلامية المختلفة، ولغاته المتعددة، فالدوحة أصبحت واحة العرب، بل واحة لكل الشرفاء في العالم، فهي تضع يدها على مكان الجرح طلبا لشفائه، وترسل المساعدات المادية والمعنوية، ساعية للتقليل من حجم الكوارث، وتدعو المختلفين فيما بينهم للقدوم إليها لتسدد وتقارب فيما اختلفوا فيه، وهذا هو ديدنها، ومع كل ذلك تواجه الكثير من الانتقادات غير المبررة، وهذا لم يثنها عن عزمها ونهجها الذي سارت عليه. وأعود مرة أخرى إلى القمة، ولن أتطرق إلى كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، والتي تميزت بالشمولية والصراحة، فكانت لسان حال كل مواطن عربي، ولكن دوحة الخير كانت وما زالت الحضن الدافئ للأمة، والمناصرة لقضاياها العربية والإسلامية، ويكفينا أمرين بالغي الأهمية في قمة الدوحة هما:1. الأمر الأول، شغل أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض مقعد سورية في الجامعة العربية خلال القمة، والتي اعتبرت نصرا للثورة السورية، كما أنها كانت تأكيدا لبقاء السيد الخطيب رئيسا للائتلاف السوري، وإقناعه بأن يكمل فترة بقائه على رأس الائتلاف السوري المعارض، وما لحظة دعوة سمو الأمير المفدى للسيد الخطيب بأن يأخذ مقعد سوريا إلا لحظة تاريخية لحقبة مهمة في مسيرة الثورة، والتي سيتبعها ما يتبعها من نتائج إيجابية على أرض الواقع.2. الأمر الثاني، اقتراح سمو أمير البلاد المفدى ودعمه للقضية الفلسطينية، وذلك بإنشاء صندوق الأقصى بمبلغ مليار دولار، 250 مليون دولار قامت دولة قطر بتوفيرها، أي ما يعادل ربع المبلغ المقترح.وهذان القراران هما الشغل الشاغل لحال الأمة والعالم بأجمعه، فكانت قمة الدوحة أهل لاحتضانها، والعمل على أن تكون النتائج بحجم تطلعات الشعوب، وما اعتراض بعض الدول المناصرة للنظام السوري على شغل الخطيب لمقعد سوريا في القمة كإيران، واعتراض إسرائيل على إنشاء صندوق الأقصى، إلا دليلا واضحا على نجاح القمة، والدليل الآخر تأثير القرارات بشكل لافت على المعارضين لنتائجها.