13 سبتمبر 2025
تسجيلحمداً لله فقد تقرر وقف بث سموم المسلسلات التركية.. التي أتخمتنا بكثرة مشاهد العري والخمر وحمل السفاح، والعلاقات غير الشرعية، حتى غدا الأمر أشبه بالطبيعي الذي لا يحتمل أن نضعه على طاولة النقاش بين كونه صحيحاً أو هداماً.. وحتى بات تعاطفنا مع البطلة التي ترتكب تشكيلة منوعة من الموبقات أمراً عائلياً نمارسه بإنسانيتنا ومشاعرنا، حتى أننا قد نبكي حين تبكي، ونضحك ونبتهج حين تكون سعيدة، وذلك لأنها البطلة. أو البطل الذي نسانده بكل ما يفعله، ونتمنى في بداية كل حلقة أن يحقق ما لم يحققه في الحلقة الماضية... نجتمع في المساء بدلاً من أن نناقش ما يدور في منازلنا وبين أفراد أسرنا، أو مايدور حولنا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وأحوالنا التي أصبحت بين عشية وضحاها مقلوبة رأساً على عقب، أو كانت مقلوبة وبدأت ترد إلى سالف عهدها لا نعلم.. المهم هو أننا بدلا من أن نناقش كل تلك الأحداث العظيمة التي تعصف بنا.. فإننا اصبحنا منشغلين بكل جوارحنا بأحداث تلك المسلسلات المخلخلة للقيم والمبادئ. وبات أبناؤنا يشاهدون تلك المهازل المدمرة بدلا من أن يشاهدوا ويسمعوا القصص البطولية التي طالما تربى عليها أسلافنا، حتى غدا كل واحد منهم بأمة، وبدلا من أن يكون قدوتهم هو ذلك الجد المكافح الذي ربى أبناءه على الرجولة والفروسية والكرم والشجاعة وكل تلك المآثر، أو الأب الذي بدأ طريقه في الحياة منذ صغره، فعرف معنى الشرف والنزاهة والكسب الحلال، وعرف كيف يحفر مستقبله ومستقبل عائلته وحياته وكيانه وسط الصعاب بكل جد وعمل مخلص وإصرار في الحياة، فبدلاً من أن يكون هؤلاء هم قدوته، أصبح يحذو حذو أبطال هذه المسلسلات الذين لا يملكون من الرجولة إلا الأسماء.. وقد يحاول أن يقتفي أثر أشباه الرجال هؤلاء ليفتخر بين زملائه وأقرانه بأنه الأفضل.. وهنا تكمن الكارثة.. أو تحاول الفتاة المراهقة أن تفعل مثل هذه المسماة بالبطلة، أو تلك.. وما هي في الحقيقة إلا صورة سوداء معتمة لشخصية لا تعرف من الدين أو العادات شيئاً.. فلا تهدي إلا إلى الضياع.. لهذه الأسباب كلها ولأسباب كثيرة أخرى فقد تقرر وقفها في إعلامنا العربي المسلم فهنيئاً لنا جميعاً... ومضة: قبل أن يسألني أحدكم عن صحة هذا القرار.. بوقف تلك المسلسلات الهدامة، أو عن تحقق هذا الحلم على أرض الواقع، وتنقية إعلامنا وحياتنا من تلك المهازل.. أحببت أن أقول لكم إن غداً هو أول نيسان...