15 سبتمبر 2025
تسجيل«التاريخ سيحاكمنا جميعا ما لم يكن هناك وقف لإطلاق النار في غزة»، هذا ما قاله المفوض العام لوكالة الأونروا في صحيفة الغارديان، تعليقا على الحرب القائمة من إسرائيل على الفلسطينيين. وتسعى إسرائيل اليوم جاهدة وبعد أربعة أشهر، من القصف والإبادة الجماعية، والقتل الوحشي، لوقف دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة «الأونروا»، وهي الوكالة التي تساعد على توفير الاحتياجات الصحية والتعليمية والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين. على خلفية مزاعم إسرائيلية مشاركة موظفي أونروا في طوفان الأقصى. وهي ليست الأولى فمنذ بداية الحرب عمدت إسرائيل إلى هذه الاتهامات، والتورط المزعوم لعدد من موظفي وكالة «الأونروا». من المعلوم أن الوكالة قد بدأت نشاطها منذ النكبة عام 1948 أضف لذلك أن مدارس الأونروا، التي تسعى إسرائيل لوقف خدمات الوكالة فيها، مجهزة بحيث يمكن تحويلها إلى ملاجئ عبر تزويدها بأنظمة تساعد على المعيشة، مثل زيادة عدد الحمامات وتوفير مستلزمات وأغطية لاستقبال أكبر عدد ممكن من النازحين. والتي تستقبل نحو 250 ألف نازح، ولكن تلك المنشآت تعرض عدد كبير منها للضرر والقصف، وزيادة عدد النازحين فوق العدد بأضعاف كبيرة لا تتحملها هذه المدارس، بالإضافة لانعدام البنية التحتية. وذلك ما يزيد معاناة النازحين تفاقما، في ظل هذه الحرب الوحشية، في مراكز إيواء، وفي ظل النقص من المواد الأساسية من الغذاء والأدوية والمساعدات الإنسانية. وفي الوقت الذي كان ينتظر النازحون المساعدات الإنسانية من الأونروا، تزداد المأساة والمعاناة لعشرات الآلاف من النازحين، في غياب الماء النظيف وشح الغذاء. وفي ظل الأحوال الجوية السيئة من أمطار شديدة وشتاء بارد قارص، بالإضافة إلى الخيام التي يسكنون بها غمرتها الأمطار وغمرت الشوارع، ومع انعدام التدفئة، ونقص الأغطية والبطانيات التي تقي من البرد. ونظرا لتكرر الحروب في قطاع غزة ونزوح المدنيين إلى مدارس ومنشآت الأونروا التي تحمل علم الأمم المتحدة، طلبا للحماية من القصف الإسرائيلي. فإن الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان غزة، ما جعل العائلات تضطر للنزوح عدة مرات، والتنقل المستمر بحثاً عن الأمان. جميعهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى أن مئات الآلاف منهم باتوا بلا مأوى ولا مكان آمن. ويعلل الكثير أن السبب الرئيسي في وقف التمويل هو «عقاب جماعي وازدواجية معايير بائسة» ضد السكان في غزة، ويدفع سكان غزة الثمن غاليا نتيجة لذلك، يجب الإشارة إلى أن جميع سكان غزة الذين يتعرضون لضغط هائل للتهجير من القطاع، ومن الظروف القاسية من انعدام الأمن الغذائي، والذي يعاني منه مئات الآلاف منهم أنهم بلا مأوى. من جانب آخر قد حذرت قطر من التداعيات الكارثية لوقف هذا الدعم، وتؤكد دعمها المستمر للأونروا، هذا وقد أعلنت دول استمرارها الدعم المستمر وعدم توقف التمويل للوكالة منها أيرلندا والنرويج. ومن الدول التي تؤيد هذه الاتهامات الإسرائيلية، وهي الدول الداعمة للاحتلال والعدوان الإسرائيلي: الولايات المتحدة، إيطاليا، ألمانيا وكندا. إن قرار إيقاف تمويل ودعم المنظمة يعتبر «تبريرا مسبقا» لضرب مدارس ومرافق المؤسسة التي تؤوي عشرات الآلاف من النازحين معظمهم من النساء والأطفال. في ظل مخاوف من تزايد الجوع بين سكان القطاع وانعدام مقومات الحياة. وتدعم سيناريو التهجير، وتحولهم من سكان محاصرين بين الحرب والحرمان، وتحول سكان غزة من أكبر سجن إلى أكبر مقبرة.. يعاني السكان في غزة إلى اليوم من الإبادة الجماعية، وتلك المأساة الإنسانية المستمرة، وسوف يتكرر هذا السؤال التاريخي على مر التاريخ: لماذا لم تكن للعالم الشجاعة لإنقاذ أهل غزة؟ ولماذا لا تفتح المعابر لإنقاذهم؟ كل هذا وبيني وبينكم..