15 سبتمبر 2025
تسجيلبعد ثلاثمئة وخمسة أيام من حرب طوفان الأقصى والقصف والابادة الجماعية، والتي لازالت تلقي بظلالها حول العالم. التي أسفرت فيها هذه الحرب عن عدد لا يحصى الى اليوم من الشهداء والايتام. بالإضافة لذلك تشير الإحصاءات الى عدد الأطفال الذين فقدوا امهاتهم بنحو تسعة عشر ألف طفل. تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تظهر فيه الطفلة الفلسطينية اليتيمة فجر وهي تتحدث عن حكايتها وعن هروبها من القصف. وعن الخيمة التي تعيش بها في هذا الميتم المتنقل الذي هو عبارة عن مجموعة من خيام حوالي عشرين خيمة. يقع ذلك الميتم المؤقت في خان يونس جنوبي غزة، بإدارة تطوعية. يتطوع المعلمون والمتطوعون التخفيف عن هؤلاء الايتام بتقديم بعض من الأنشطة. بالطبع لا شيء باستطاعته أن يعوض مكان الوالدين والأهل، ولكن يحاول المتطوعون بقدر إمكاناتهم البسيطة والمتوفرة لديهم تقديم أفضل ما لديهم من جهد في سبيل حمايتهم والحفاظ عليهم. وتحدث أطفال آخرون عن حياتهم اليومية وعن الأنشطة التي تقدم لهم خلال اليوم، الطعام والمياه النظيفة والتعليم الذي يشمل بعض الدروس في هذه الخيم. وتشمل تقديم بعض المساندة النفسية لتفريغ الخوف والفزع والصدمات التي تعرضوا لها، وتقديم الدعم المادي والصحي والنفسي. اللافت للنظر أن هناك قسما من هذه الخيام المؤقتة يحمل اسم قسم الناجي الوحيد، للأيتام الذين فقدوا اسرهم بالكامل في الحرب ولم يتبق الا هذا الطفل الوحيد. بمعنى أنه يكون هو آخر فرد من افراد العائلة على قيد الحياة. حيث فقد جميع اقاربه تماما من اباء واجداد، وعمات، وخالات، واخوة. ويعيشون مع أحد الأقارب البعيدين. بالطبع من الصعب التكهن بالرقم الصحيح للأيتام لأن المعاناة مستمرة والعدد في زيادة مستمرة ما استمرت هذه الإبادة الهمجية. أيتام بالجملة والمعاناة مستمرة، بل وتزداد سوء يوما بعد يوم نتيجة لهذه الإبادة الجماعية التي زادت معاناة هؤلاء الأطفال اليتامى. وحرمتهم من كل شيء حتى من حقهم في عيش حياة طبيعية مع أب وأم واخوة اسوة بأطفال العالم. أيتام صامدون في وجه القصف شاهدين على بشاعة الاحتلال منذ بداية طوفان الأقصى. بل شاهدين على موت ذويهم أمام أعينهم ترى في هذا المقطع وجوه أطفال شاحبة ممتلئة بالفزع، يعانون بصمت من الكثير. غير الألم والتشنجات التي يعاني منها البعض من الخوف والقلق الذي يرافقهم أينما ذهبوا. ولا يعلمون ماذا سيحدث لهم غدا. ويذكر أنه هذا الميتم يقوم بتوفير المأكل والمشرب والدعم النفسي نتيجة أعراض الصدمة التي لا يستوعبها العقل فما بالك بهؤلاء الأطفال؟ ويقدم لهم المساعدة على التماسك والصبر وبالإضافة الى رعاية واجتماعية وصحية. لا توجد هناك إحصاءات دقيقة عن الذين فقدوا أهلهم في القطاع، ولكن تقديرات اليونيسف تذكر أنه من الصعب تحديد عدد اليتامى بسبب العدد الهائل من الشهداء وبسبب القصف المستمر الذي لا يتوقف. يحتاج أطفال غزة الى الكثير من الدعم النفسي وحمايتهم من والتدهور الصحي والنفسي الذي يلاحقهم وبلا شك سيتطلب وقتا طويلا منهم للنجاة وعيش الحياة. وبالنظر الى الظروف في قطاع غزة فإن مستقبل الاطفال مؤلم ومجهول في غزة، أعداد لا يمكن حصرها الى اليوم. هناك المئات من اليتامى الصامدون الذين استشهد اباؤهم أو امهاتهم أو فقدوا كليهما، بل هم الناجي الوحيد في هذه العائلة. ورعايتهم أمانة. ومع هذا كله نعلم ان الناجي الوحيد في هذه الحرب هي فلسطين وبوعد من الله عزوجل. اللهم لطفك بهم.. كل هذا بيني وبينكم.