09 سبتمبر 2025

تسجيل

نتنياهو.. ومذبحة الفجر

14 أغسطس 2024

في وقت كانت المفاوضات مستمرة لتهدئة التوترات المتصاعدة ومحاولة الوصول الى تهدئة لوقف إطلاق النار. ولكن كل مبادرات السلام تأتي في مهب الريح. لتأتي هذه الجرائم وتنسف كل الجهود التي تسعى لها قطر ودول الوساطة الأخرى. ويثبت نية إسرائيل على إطالة الحرب بعد طوفان الأقصى. ونتيجة لذلك ترفض المقاومة الفلسطينية المشاركة في المفاوضات القادمة. وتعتبر هذه الهجمة الثامنة التي تطال مدرسة تؤوي النازحين. ليستيقظ العالم على خبر عاجل عن استهداف مدرسة التابعين في حي الدرج في غزة، وبذلك يرتفع عدد المدارس التي تؤوي نازحين والتي قصفها الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة. في مشاهد مؤلمة كانوا يستعدون لصلاة الفجر فتحولوا بواسطة ثلاثة صواريخ ذكية تحمل أطنانا من المتفجرات الى أشلاء متناثرة. مناظر صعبة، حيث توضع كل مجموعة من الاشلاء في كيس واحد في مشهد مروع لا يكاد يتحمله قلب ولا عقل بشر من بشاعته ووحشيته وخلف وراء ذلك دمار هائل. وعلى شاشة الأخبار تصرخ الطفلة قائلة “نحن هلكنا يا عالم نحن هلكنا» معلقة عما شاهدته في هذه المذبحة البشعة. وفي ضمن إطار التطهير العرقي والابادة المستمرة للشعب الفلسطيني الأعزل. ومن أجل هدف هو إيقاع أكبر ضرر في توقيت الفجر والكل نيام او في الصلاة عمدا لإيقاع أكبر عدد من الشهداء المصابين جثث متفحمة متناثرة أكثر من مئة شهيد. وعن سبب هذه المذبحة يعلق الجيش الإسرائيلي قائلا إن المجمع كان مقرا لحماس والجهاد الإسلامي. وقد أكدت الحركة -في بيانها- أن من استشهدوا في المجزرة ليس بينهم مسلح واحد، وكلهم مدنيون استهدفوا وهم يؤدون صلاة الفجر. في هذا المسار السؤال الذي يفرض نفسه بطبيعة الحال: لم استمرار المفاوضات والمجازر لا تتوقف؟ والمشكلة لا يوجد أي مبرر واحد لدى نتنياهو لوقف هذا العدوان في قطاع غزة، حتى لو مقابل الأسرى المستوطنين. لأنه المستفيد الوحيد من إطالة الحرب وذلك لإرضاء حكومته. يرى الكثيرون ان على حماس وقف هذه المفاوضات والمحادثات. بسبب هذه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة. وواضح جدا ان نتنياهو يستغل المفاوضات في تصعيد الهجوم واستمرار المجازر لإطالة الوقت، وتحقيق النصر المطلق لإسرائيل والقضاء على أي حوار قادم بين الفلسطينيين. ان الهدف من هذه المجازر وغيرها هو التهجير القسري واجبارهم على الرحيل وبرغم ان المعابر مغلقة فالهدف إبادة جماعية. بلا شك انها جريمة حرب، من المفترض ان تحاكمهم المحكمة الجنائية بسبب هذه الجرائم وفرض عقوبات عليهم. ومن الواضح وفي ظل تواطؤ وعجز دولي بذلك تعود المفاوضات الى المربع الأول. وكلما طال عمر هذه المفاوضات هذا يعني ان العمليات العسكرية مستمرة والابادة لن تتوقف، ويسعى نتنياهو لاستغلال ذلك لوضع شروطه. وبالتالي فان التصعيد على المستوى الإقليمي يخدم نتنياهو خاصة بعد اغتيال إسماعيل هنية في إيران ولنفس السبب إطالة مدة الحرب، ولا ينكر أحد مخاوف نتنياهو من بعد هذا الاغتيال الأخير وان كان التأهب عاليا للخروج من مأزق الاغتيال. بعد كل هذه المجازر والقتل في غزة بحجج كاذبة من الجيش الإسرائيلي. عبر الفلسطينيين عن حقهم في الرد على السياسات الاجرامية المتعلقة بقوات الاحتلال الإسرائيلي في هذه المجزرة. والذي بدأ ينعكس على الرهائن الإسرائيليين. كانوا في ذمة الله وعلى موعد لسرد القرآن الكريم بعد دقائق من هذا الفجر على جلسة واحدة، ولكن سيتم السرد أمام الله، يبعثون الى الله مصلين. اللهم عليك بالصهاينة ومن معهم اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك فيهم. ختاما يقول نزار قباني: يا ابن الوليد.. ألا سيف تؤجره؟ فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا كل هذا وبيني وبينكم.