10 سبتمبر 2025
تسجيلقد يكون من السهل علينا أن نألف دوائر الراحة التي قضينا فيها زمناً، قد يظهر هذا (الاعتياد) لردود أفعال معينة، أو لأفكار ومشاعر نحبها أو لا نحبها صاحبتنا طويلاً وعزّ علينا مفارقتها، أو لروتين معين واظبنا عليه دهراً، أو حتى لمستوى معين دأبنا عليه من الحياة والثراء والعلم والعلاقات ألفناها بالتكرار والمداومة. معه تصبح تلك الألفة وذاك الاعتياد حاجزاً يمنع عنا التوسع واستقبال الخيرات، وحجاباً بيننا وبين أن نرتقي بأنفسنا إلى معارج جديدة، ومستويات أفضل من حياتنا الحالية في جُل مجالاتها. لذا، فمن الجميل أن تُفكر ملياً في أن تمنح نفسك الفرصة لتعتاد على ما لا تستسيغه من التجارب والظروف والأحوال لأن لاقتحام التجارب إذنا بالتلذذ والمتعة. وطول البقاء في منطقة راحتك يُضائل (لياقتك للاتساع) وقابليتك للنمو، ويدفعك لاستغراب كل جديد، ولانكار كل مستحدث!. ولربما لو منحت نفسك مزيداً من الوقت، لرأيت في ذاك الخروج فرصة لأبواب جديدة تُفتح، ومهارات مبذورة بداخلك تُزهر، وعوالم مُدهشة تنتظر اقتحامك لها وحينما تكون لديك القابلية لتذوق خيارات أكثر، والدخول في تجارب جديدة، وتُمرن نفسك دائماً على الخروج من دائرتك التي ألفتها واعتدت حدودها. عندها تستطيع أن تتخيل نفسك في إطارات جديدة، وضمن (سياقٍ) كنت تراه من قبل من بعيد، وتُصر على تجربته والتنفس من خلاله على أرضه وبين جمهوره. وحين تعيد النظر فيما ألفته من أفكار، وقناعات، ومشاعر. وتنظر لها من زاوية جديدة، وتشعر بها وتتذوقها بنكهة مُغايرة، حينها تكون قادراً على الاتساع والتمدد، ومستعدا بكل شموخ لفرد جناحيك للتحليق في فضاءات الحياة الرحبة. *لحظة إدراك: الحياة بطبيعتها في اتساع مُطرد، ورحابة متنامية، وكل ما حولك يتطور ويتغير، إن لم تكسر دوائر راحتك باستمرار وتتسع فلن تتقدم، ومن لا يتقدم يتأخر لا محالة، فليست هناك منطقة وسطى للثبات (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)، وليس بلازم أن يكون هذا الخروج عن منطقة الراحة ثورياً، فتكفي فيه قاعدة: (أدومه وإن قل). فالخطوات البسيطة المستمرة وإن قلت خير من كثير منها منقطع.