12 سبتمبر 2025

تسجيل

بيوت زجاجية

31 يناير 2016

إن الناظر لأحوالنا اليوم يرى كيف صارت البيوت بجدران زجاجية وبلاأسوار، حين أصبح همنا كيف سنصور هذا المشهد، أو تلك المائدة، وكيف سيبدو أطفالنا أمام الآخرين وفي هواتفهم، فأصبحت الأمهات يلجأن حتى للعنف في بعض الأحيان مع أطفالهن من أجل أن يتقن هذا الطفل البريء ماتمليه عليه من كلمات أو حركات استعراضية أو غير ذلك، وكل هذا من أجل النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، النشر والعرض فقط.لعل كثيراً منا قد تداول العشرات من المقاطع التي عقبها نفس المرسل بمقطع يتوسل فيه لكل من رأى مقطعه السابق بأن يلغيه ويذكر الله -تعالى- بعد أن سقط طفله في الفراش أو أصيب بداء عضال أو غير ذلك مما يبكي العيون ويدمي القلوب .وكم سمعنا من أخبار البيوت التي دمرت وخربت من تلك الآفة التي حلت بها فأفقدتها أسرارها، وجعلت من كل نعمة نقمة ووبالاً عليها، فالعين حق والحسد حق وبعض القلوب والنفوس تفهو لماحرمت منه، وقد حذرنا ديننا الحنيف من ذلك، وعلمنا الشارع أن نتحصن بالمعوذات وألانؤذي من حولنا بماعندنا ."ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" ألم يأن لنا أن نستفيق من غفلتنا ومن الجري وراء الآخرين حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلناه كما أخبرنا بذلك رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه. إن تلك الوسائل التي أصبحنا نتواصل بها بكل سهولة ومتعة نستطيع أن نجعل من استخدامها إيجابياً وليس سلبياً كما يفعل معظمنا الآن. فهذه دعوة لكل من كان له قلب وعقل يتعظ به أن يعي ويدرك قبل أن يضغط بيده على كلمة الإرسال أوالمشاركة لتلك المقاطع أن يراجع نفسه ألف مرة إن كان سيؤذي نفسه أو غيره به أم لا ومن ثم فليفعل مايشاء .