12 سبتمبر 2025

تسجيل

فلسطين وأوكرانيا وازدواجية المعايير

30 ديسمبر 2023

لم يتأخر الرئيس الأمريكي جو بايدن، سوى بضع ساعات بعد وقوع سلسلة من الضربات الروسية على عدد من المدن الأوكرانية، للتحرك ودعوة الكونغرس لاتخاذ خطوات «طارئة» بالاستمرار في إرسال الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي الحيوية التي تحتاجها أوكرانيا لحماية شعبها، كما سارع وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إلى الإعلان بأن بريطانيا سترسل نحو مائتَي صاروخ للدفاع الجوي لأوكرانيا، قائلا إن «المملكة المتحدة تتحرك بسرعة لتعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا عقب الضربات الجوية القاتلة التي نفذتها روسيا. الهجمات التي شنتها روسيا صباح أمس، والتي دفعت الرئيس الأمريكي والمملكة المتحدة للتنديد بها وإرسال تعزيزات فورية لأوكرانيا، أسفرت عن مقتل 30 شخصا، في هجوم وصفه بايدن بأنه «أكبر هجوم جوي على أوكرانيا منذ بدء الحرب» في فبراير 2022. وفي هذا اليوم نفسه استشهد 187 فلسطينياً في قطاع غزة، خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ84 على التوالي، حيث تستمر طائرات الاحتلال ومدفعيته في قصف محيط المستشفيات والبنايات ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، في ظل دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، لكن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة لا يتحرك حتى لمجرد الدعوة إلى وقف إطلاق النار. إن طريقة تعاطي الغرب مع كل من الحرب الإسرائيلية على غزة والحرب الروسية على أوكرانيا، لا تكشف فقط عن زيف الشعارات التى يرفعها الغرب بشأن حقوق الإنسان، ولا عن النفاق والكيل بمكيالين وازدواجية المعايير وحسب، وانما عن تورط الغرب في دعم مجازر وجرائم وانتهاكات دولة الاحتلال بالصمت والتواطؤ رغم الإجماع العالمي الذي تشكل لرفض جرائم الحرب، التي ترتكب في غزة. ولعل الدعوى القضائية التي قدمتها جنوب أفريقيا أمس بحق الكيان الإسرائيلي إلى محكمة العدل الدولية، تطالب فيها بالبدء بإجراءات ضد الاحتلال، لما وصفته بـ»أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة»، تمثل اختبارا جديدا لمدى ارادة المجتمع الدولي وآلياته لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.