07 نوفمبر 2025

تسجيل

إسرائيل تستغفل العالم

30 ديسمبر 2015

في ضوء انشغال العالم بأكثر من أزمة على أكثر من صعيد، حيث العالم العربي غارق في أزماته المعقدة في سوريا والعراق واليمن وليبيا، والاتحاد الأوروبي مشغول بأزمة الهجرة وتوابعها الاقتصادية، والولايات المتحدة منغمسة في الحملات الانتخابية الممهدة لسباق البيت الأبيض، الأمر الذي تستغله اسرائيل لفرض سياسة الأمر الواقع على محورين، أولهما جعل حصار غزة أمرا واقعا ومقبولا من خلال تجاهل الشرعية الدولية ونداءات الاستغاثة الانسانية الصادرة من هذا القطاع المخنوع والمحاصر، وثانيهما العودة إلى التغول في سياسة الاستيطان، والتوسع في مشاريعه الاحتلالية والإجرامية.وحدها قطر لم تنس، أو تتناسى هذا الواقع، في خضم الأحداث المشار إليها، وبالأمس شرعت حكومة التوافق الفلسطينية في إجراء دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية والمالية لإنشاء خط الغاز المزود لمحطة توليد كهرباء غزة، والذي سبق أن اقترحه السفير محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لاعادة اعمار غزة من قبل لحل ازمة الكهرباء في القطاع، وأشارت الحكومة إلى أن هذا المشروع سيمكن الحكومة الفلسطينية من توفير احتياجات غزة من الطاقة الكهربائية اللازمة لمواجهة أحمال الكهرباء المستقبلية، وذلك من خلال توسيع قدرة محطة التوليد وتوسعاتها المستقبلية وبأسعار مناسبة مقارنةً بدول الجوار. كما لم يغب عن قطر مخاطر سياسات التهويد الاسرائيلية ومحاولة فرض التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، حيث نددت بهذه الممارسات غير الشرعية ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاهها، خاصة في ضوء توجه إسرائيل إلى بناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية في الضفة المحتلة، وإعادة إطلاق وتوسيع خطط لبناء أكثر من 55 ألف وحدة استيطانية بما في ذلك بناء 8300 وحدة استيطانية في منطقة "اي 1" القريبة من القدس، وهو ما سيؤدي إلى تقسيم الضفة إلى شطرين ويهدد الدولة الفلسطينية المقبلة. من هنا على المجتمع الدولي، واللجنة الرباعية المعنية برعاية عملية السلام، التحرك فورا للجم الاحتلال الاسرائيلي عن مخاطر تفجير الوضع المقبل أصلا على خيارات مفتوحة، بعد أن باتت شعلة الانتفاضة بأيدي شباب المقاومة الباسلة.