15 سبتمبر 2025

تسجيل

من أين تستمد (الدولة الإسلامية) قوتها؟

30 ديسمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لماذا تُلامُ (الدولة الإسلامية)؟ أليست (الدولة الإسلامية) هي الإفراز الطبيعي أو المتوقع من تراكمات الإحباط وخيبات الأمل لدى الشعوب العربية والإسلامية والحرة على امتداد العالم. عالجوا أصل المعضلة أو الأزمة أو المشكلة أو الإشكالية، صفوها بما تشاءون وهو القضاء على مسببات الإحباط وخيبات الأمل لدى الشعوب العربية وساعتها فحسب لن تظهر لكم لا (الدولة الإسلامية) ولا شبيهاتها.الأنظمة المستبدة في العالم العربي المدعومة من الأنظمة الدولية المفترض فيها أن تكون ديمقراطية سبب للتضامن مع (الدولة الإسلامية) والتطوع في صفوفها وجمع التبرعات المالية وغير المالية لها. إطفاء الشمعة التي أضاءت في حياة الشعوب العربية وأعني بها الثورات الشعبية على يد أصحاب الثورات المضادة أي الأنظمة المستبدة في العالم العربي، سبب ثانٍ للإحباط وخيبات الأمل والمرارة. الدعم من الأنظمة الأعرابية المستبدة والغرب الديمقراطي، افتراضاً أو مجازاً، لإسرائيل تفعل في فلسطين ما تشاء وكيفما تشاء بضوء أخضر مطلق.غزة رغم الوعود والعهود محاصرة ومجوَّعة ومقاطعة من الأعراب والأغراب. الضفة الغربية والقدس تقطِّع إسرائيل أوصالها كل يوم وتقتل مسؤولي السلطة التي تسدي لها أفضل الخدمات وفي طليعتها (التنسيق الأمني) المشؤوم وتعتقل مواطنيها بدعوى الإرهاب وغير الإرهاب والأعراب والأغراب متحدون على قمع كل وأي فلسطيني يتظاهر حتى بالتفكير بينه وبين نفسه، سبب ثالث.(جوانتنامو وأبو غريب وتورا بورا) سجون الدولة العظمى التي من خلالها ناقضت نفسها وارتكبت فيها من الجرائم ما يندى له جبين (تمثال الحرية) حياءً وخجلاً، سبب رابع. المجازر التي ارتكبتها الدولة العظمى في أفغانستان والعراق، سبب خامس.التقرير الأخير الذي نشره على الملأ (الكونجرس الأمريكي) عن تصرفات رعناء من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (C.I.A.) امتدت على مدى أربعَ عشرةَ سنة بدأت على إثر أحداث 9/11 تنوعت بين أشكال التعذيب المختلفة وإهانة الإنسان والاعتداء على حريات أناس تبين بعد حين من الدهر أنهم كانوا أبرياء، تقرير أسقط الورقة الأخيرة التي تغطي عورة الدولة العظمى، سبب سادس صب المزيد من الزيت على النيران المندلعة في قلوب كثير من العرب والمسلمين والأحرار في العالم وجعل الكثيرين منهن ومنهم يؤمنون بصدقية أو مصداقية (الدولة الإسلامية). صحيح أن التقرير كعادة السياسة الأمريكية المكيافيلية ذات "الغاية تبرر الوسيلة" مسيَّس ولا علاقة له بالحس الإنساني الذي استيقظ فجأة في قلوب الجمهوريين الذين هم الآن يسيطرون على غالبية مجلسي النواب والشيوخ الذي يكون الكونجرس الأمريكي، وجعل الأمريكيين أنفسهم يتساءلون: "ما الجديد؟ ولكنْ لماذا الآن؟". (الدولة الإسلامية) اليوم حالة ذهنية أو سيكوذهنية عالمية، وهي ظاهرة مرآة تعكس كل تلك الأسباب وغيرها ولا أستبعد أنها ستتوقف. إن القوة المفرطة لاسيَّما من الطائرات الأحدث الأمريكية والفرنسية والبريطانية والأسترالية بطياريها الأعراب والأغراب وفشلها الذريع في هزيمة (الدولة الإسلامية) على الأرض تجعل الكثيرين من العرب والمسلمين والأحرار المحبطين ينظرون إلى (الدولة الإسلامية) بإعجاب، لاسيَّما بعد دخول (إيران) على خط قصف (الدولة الإسلامية) الذي نُظر إليه أنه تحالف وإن كان غير معلن بين الغرب والأعراب المعادين للإسلام (من وجهة نظر الدولة الإسلامية على الأقل) من جانب والعامل الطائفي في الحرب على (الدولة الإسلامية).ما يلاحظه المتتبع أن بقعة الإحباط بين الكثيرين من الشعوب العربية والإسلامية وأنصارهم من أحرار العالم تزداد اتساعاً ومع ازديادها تزداد (الدولة الإسلامية) قوةً ومنعةً. إنها العلاقة الإطرادية التي تشكل وقود (الدولة الإسلامية) التي منها تستمد الحركةُ استمراريتها وديمومتها.ونتيجة لكل ذلك أحرزت (الدولة الإسلامية) تقدماً نوعيا في خضم إدارة الصراع مع التحالف الأربعيني بقيادة (أمريكا) بإسقاط إحدى طائرات التحالف بصاروخ حراري –حسب بيان الدولة الإسلامية- وأسر قائدها. وقد سبق ذلك انسحابها التكتيكي بأسلحتها الثقيلة – حسب ما ورد في بيانها- من مدينة (جبل سنجار) نتيجة لكثافة القصف الجوي والمواجهة على الأرض مع قوات (البشمركة).