14 سبتمبر 2025

تسجيل

هل العالم مُسطحٌ فحسب أم أنه ماذا؟

23 فبراير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هل كانت ثمة حاجة لإثارة أحداث (باريس وكوبنهاجن) لتذكير العالم بأن أوروبا بجهاتها الأربع هي يهودية؟ وهل كانت ثمة حاجة لقتل المواطنين الأمريكيين الأشقاء الثلاثة (بركات) الذين ينحدرون من أصول فلسطينية في أمريكا لتذكير العالم بأن أمريكا الشمالية يهودية؟ وهل كانت ثمة حاجة لنعت القاتل بأنه ملحد يكره الأديان جميعاً وليس فحسب (الإسلام)، وصادف فقط أنه قتل مسلمين، وأنه ليس مدفوعاً من أي جهة لقتل مسلمين بالتحديد، لِتوجِد الجهة المعنية التبرير لفعلته، رغم أن كل المؤشرات أمريكياًّ تشير إلى أنه موعزٌ إليه بقتل مسلمين، وأن حكاية سجنه مدى الحياة خرافة، وأنه سيُسجن لفترة قد لا تتجاوز السنتين ثم يُطلق سراحه لحسن السيرة والسلوك أو أنه لن يُسجن على الإطلاق لأنه قد توجَد له صفة أنه مختلٌّ عقليا أو مضطرب نفسياًّ، أو قد يُبعد إلى مكان ما ناءٍ في أمريكا أو غيرها.من الغريب أنه رغم مسيحيته قيل عنه إنه ملحد (مع أنني لا أحب لصق اتهامات بالمسيحية لأنها من المسيح (عليه السلام)، والمسيح رسول الله وعبده وكلمته وروح منه)، حتى لا تنتشر مقولة (الإرهاب المسيحي) على غرار (الإرهاب الإسلامي) التي يحرص الغرب واليهود على لصقها بالإسلام فقط، بصرف النظر عن دوافع الإرهابي، فقط لكونها أو لكونه عربيا أو مسلماً أو من جذور عربية أو إسلامية تكفي أن تكون دليلاً على أن ما قام به هو (إرهابٌ إسلامي".كل ذلك لتكريس حقيقة أن أمريكا يهودية بدليل أنه تم الانتقام في أمريكا لليهود في (باريس) ولاحقاً في (كوبنهاجن)". إذن كان كما يبدو لابد للجهة التي تقف وراء كل تلك الأحداث لاسيما في أوروبا أن تسمع تأكيداً من القادة الأوروبيين بأن اليهود مهمون للدانمارك كما قالت رئيسة وزرائها وأنهم "فرنسا وفرنسا هي اليهود ومن غير اليهود لن تكون هناك فرنسا" كما صرح رئيس وزراء فرنسا في أعقاب أحداث (باريس).. ربما هدفت تلك الجهة التي تقف وراء تلك الأحداث إلى أن يوجه القادة الأوروبيون والأمريكيون رسائل واضحة للأوروبيين والأمريكيين المعادين للسامية (أي اليهود) نتيجة تجذُّرهم في مفاصل وتفاصيل الحياة الاقتصادية والسياسية اليومية في بلدانهم وهي في الوقت نفسه رسائل للعرب والمسلمين مواطني أوروبا وأمريكا أن اليهود لهم اليد الطولى والأهمية القصوى في أوروبا ومريكا، وأنهم أهم من المواطنين من أصول عربية وإسلامية وغيرها.بالإضافة إلى ذلك، هل كانت ثمة حاجة لخلق عدوَّيْنِ للعرب والمسلمين الشيعة ضد السنة والسنة ضد الشيعة وما يسمى الدولة الإسلامية (السنية) ضد الطرفين؟ الغاية كما يبدو للكثيرين هي خلق بديليْن عدوين "لإسرائيل" التي لم يعد من أحد يتحدث عنها على أنها العدو الأول والأوحد للعالم العربي والإسلامي، عدا أولئك العرب القليلين من غير المغيبين.الغاية الأخرى، هي لإثبات حقيقة أن العالم يهودي وليس مسطَّحاً فحسب (كما قال يوماً توماس فريدمان)، وأن السياسة العربية أو الأعرابية (كما يجوز القول هنا) تحركها أصابع (نقول ذلك على الأقل في الحد الأدنى) من داخل العالم العربي تربطها مصالح مع اليهود، وليست فقط وحدها أمريكا، كما قال (هيربرت سبنسر) عضو الكونجرس الأمريكي، ومثله قال ستيفن وولت وجون ميرشيمار وغيرهم كثير، وقال (جورج جلوي) وغيره كثير أيضاً مثل قولهم أن بريطانيا يهودية، و قال الراحل المفكر والفيلسوف الفرنسي الكبير (روجيه جارودي) إن فرنسا يهودية ويكفي ما قاله رئيس وزرائها كما مر بنا أن فرنسا يهودية وأن فرنسا ليست فرنسا من غير اليهود؟دعونا فقط نضرب مثالاً.. كم مرة قتلت "إسرائيل" ضباطاً وجنوداً مصريين على حدودها مع (سيناء) في عهد الحكم العسكري الحالي؟ هل قامت الطائرات المصرية بقصف مواقع "إسرائيل" التي انطلقت منها لقتل الضباط والجنود المصريين؟ بَيْدَ أنها قصفت ما يشاع أنها مواقع لتنظيم ما يسمى (بالدولة الإسلامية) في درنة - ليبيا.هل فعلاً أولئك البسطاء من أشقائنا الأقباط المصريين في ليبيا تم نحرهم على يد ما يسمى بتنظيم الدولة؟ أم على يد جنود حفتر وأعداء الثورة المضادة، أم على يد جهة أخرى؟ وهل هي الجهة نفسها التي تقف وراء أحداث (باريس وكوبنهاجن) هي التي تنفخ في قدرات ما يسمى (بالدولة الإسلامية) ولاسيما قدراتها في التضخم والتمدد جيوسياسيا وجيو إستراتيجيا وديمغرافيا بعد أن صورت تلك الجهة للعالم أن (الدولة الإسلامية) حتى تُهزم لابد من مشاركة العالم كله في قتالها وتحقق ذلك في التحالف الأربعيني الذي ما فتئ يقصف مواقعها منذ ستة أشهروتيِّف وأنها تختزل كل قوى العالم بما فيها العالم النووي.