17 سبتمبر 2025

تسجيل

صدقوا أو لا تصدقوا

16 فبراير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تقارير وتصريحات متضاربة ومتناقضة عن "تنظيم الدولة الإسلامية" تملأ وسائط الاتصال والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. لا أشكُّ – وهو أمرٌ في غاية الريبة - في أنها تهدف - إلى ما تهدف إليه – لتشكيك الإنسان العربي فيما يجري من حوله وجعله يدور في حلقة مفرغة حيرانَ سكرانَ وما هو بسكران ولكنَّ هولَ ما يدور حوله شديد. الغاية هي ربما زرع بذور الامبالاة في الإنسان العربي وجعله لا يفكر لا في ربيع عربي أو ثورة شعبية ولا في احتجاج ضد أي أحد ولا يبالي "بإسرائيل" ولا يكترث باعتبار أكبر دولة عربية لكتائب (القسام) أمل الأمة الوحيد في المقاومة على أنها حركة إرهابية. الأهم أن يأكل وأن يشرب وينام، أي أن يتحول إلى مستوى دون مستوى البقر التي تفعل كل ذلك بيْدَ أنها تنتج. من هذه التقارير، ما يروَّجُ عن أن المخابرات البريطانية هي التي خلقت التنظيم لإحداث بلبلة في العالم العربي وبين معاشر المسلمين. قطعاً لا أشكُّ أيضاً أن ذلك له علاقة بأمن "إسرائيل". وثمة تقارير أخرى أمريكية وفرنسية وصهيونية متورط فيها "الموساد" وبعضها يشير صراحة بأن الهدف هو التمهيد "لإسرائيل الكبرى" وبعضها يشكك في عروبة وإسلامية (أبي بكر البغدادي) ويدَّعي أنه يهودي ويحمل في الأصل اسماً يهوديا. الغاية إيقاع العالم العربي كله تحت الاحتلال الإسرائيلي.في المقابل، نجد الدول التي تخرج منها مثل هذه التقارير تحارب "تنظيم الدولة الإسلامية" مصورة لشعوبها عبر آلتها الإعلامية الضخمة أن التنظيم أقوى من كل دول العالم مجتمعةً. والدليل الذي تقدمه لشعوبها (المضلَّلة إلا القليل منهم، المشغولين بلقمة العيش ومدارس أبنائهم وطاحونة الحياة أو العيش اليومي)، أنه رغم قصف طائرات التحالف بالطائرات الأمريكية الأحدث (منها إف 35) التي تدخل الحرب لأول مرة، والفرنسية الأحدث والبريطانية الأحدث والأسترالية الأحدث على مدى الأشهر الستة الماضية لا يزال التنظيم قويا. بالضبط، كما فعلت مع نظام (صدام حسين) عندما صورته أنه (هتلر العصر) وأنه لديه أسلحة نووية كافية لتدمير العالم. وتدَّعي دول التحالف أيضاً، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تنظيم متطرف لا علاقةَ له بالإسلام المعتدل الذي من أهم سماته التسامح والتعايش مع الآخر. إن ثمة إجماعاً بين المحللين الأمريكيين والغربيين على أن المخابرات الأمريكية والغربية والموساد كانوا على علم بأن (أبا بكر البغدادي) سيخطب الجمعة في الموصل بعد أن اجتاحتها قوات "تنظيم الدولة الإسلامية" قبل سبعة أشهر تقريباً فلماذا لم يتم قصف المسجد لو كان بالفعل "تنظيم الدولة الإسلامية" عدوا حقيقيا لأمريكا والغرب و"إسرائيل؟" قد يسأل سائل لم يُردِ الأمريكيون قصف المسجد خشية الانتقاد من المسلمين وتعاطفهم بالتالي مع التنظيم. الرد هو أن أمريكا وحلفاءها لم تتورع قطُّ عن ضرب المساجد إذا كان الثمن هو رأس أحد أعدائها. رأينا ذلك في أفغانستان والعراق واليمن وباكستان.أكثر من ذلك، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة بقراءات أخرى للفيديو على غرار القراءات الأمريكية لأحداث 9/11، وكما شككت هذه في أن (القاعدة) قامت بذلك العمل شككت تلك في صدقية (الفيديو) الذي أُخرج بتقنيات لا تمتلكها إلا مؤسسة (هوليوود Holy Wood) السينمائية، وأنَّى لتنظيم مبتدئ أن يأتيَ بكل هذه التكنولوجيا عالية التعقيد highly. sophisticated والخلاصة التي خلصتْ إليها تلك القراءات، أن الطيار الشهيد (معاذ) يُحتملُ أنْ قُتل في غارة للتحالف كما قُتلت عاملة الإغاثة الأمريكية (بالرقة) في سوريا حسب تصريح للتنظيم قبل أسبوعين. وذهبت بعض تلك التحليلات إلى أن نحر اليابانيَّيْن لم يكن إلا تمويهاً هدفه إيقاع الخوف من التنظيم في قلوب أعدائه أيا يكونوا أعداؤه، وأنهما أيضاً قتلا في غارة للتحالف. صدقوا أو لا تصدقوا، هذا ما خلصتُ إليه وأنا أحلل محتوى الكثير من مشاهد الفيديو والتصريحات والتقارير. لأن من عادتي في البحث العلمي ألا آخذ أي شيء أو كل شيء على أنه مسلمات. أتحفظ كثيراً على تقارير تصدر من هنا أو من هناك رغم أنني أشبعها قراءةً بَيْدَ أنني أتعاطى معها بتحفظ وأحللها وأخرج باستنتاجاتي. أستاذ جامعي وكاتب قطري